تويتر وانتخابات المناطق الفرنسية

انتهت انتخابات المناطق الفرنسية وأعلنت النتائج الأولية على شاشات التلفزيون في تمام الثامنة من مساء الأحد، موعد إغلاق آخر مكاتب التصويت كما يقضي قانون الانتخابات. ولكن الكثيرين تمكنوا من الاطلاع على هذه النتائج الأولية قبل ذلك بساعة أو ساعتين في مخالفة صريحة للقانون، بفضل تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي.

 

ما يحدث في كل انتخابات أن العديد من مكاتب التصويت في البلدات الصغيرة تنهي عملية التصويت في ساعة مبكرة وتقوم فورا بفرز الأصوات وإعطاء هذه النتائج الجزئية الى معاهد استطلاع الرأي التي تقوم بتحليلها للحصول على تقديرات على مستوى فرنسا ككل، ويتم تزويد الصحفيين وقنوات التلفزيون بهذه التقديرات - التي عادة ما تكون دقيقة - لتحضير لحظة اعلان النتائج في الثامنة مساء.

ومخالفة هذا الموعد تخضع لعقوبة قانونية بغرامة تبلغ حوالي ٤ آلاف يورو في أحد نصوص القانون وتبلغ ٧٥ ألف يورو في نص آخر.

 

مشكلة المسئولين عن تطبيق هذه القواعد برزت بسبب الانترنت حيث تقوم مواقع بلجيكية - اي انها خارج نطاق القانون الفرنسي - ببث التقديرات الاخيرة قبل بضع ساعات من اعلان النتيجة، ومنذ اكثر من عشر سنوات بدأ مستخدمو تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي في تبادل المعلومات لاستشارة هذه المواقع البلجيكية.

 

الطريف في الامر ان مستخدم تويتر الفرنسي لا يستطيع بث رسالة واضحة حول النتيجة او حول الموقع البلجيكي الذي يعلنها. ومن هنا ظهر هاشتاج او وسم "راديو لندن" في اشارة الى إذاعة المقاومة الفرنسية اثناء الحرب العالمية الثانية والتي كانت تبث من لندن رسائل مشفرة لأعضائها داخل فرنسا المحتلة.

 

بعد هذه التوضيحات، يمكنكم أعزائنا المستمعين، فهم مغزى بعض تغريدات الفرنسيين بعض ظهر يوم الأحد والتي كانت تقول - على سبيل المثال - "رائحة الجبنة البلجيكية طيبة" أو "لن نقول لكم اسم الفائزة في منطقة باريس"، مع العلم ان المنافسة كانت بين مرشح اشتراكي ومرشحة اليمين.

 

مواقف طريفة، ولكن تويتر يسبب صداعا حقيقيا للمسئولين الفرنسيين لأن القانون يسمح للمرشحين بالمطالبة بإعادة الانتخابات في دوائرهم في حال انتشار هذا النوع من المخالفات بحجة أن اعلان النتائج المبكر يؤثر على تصويت الناخبين في المساء. ولكنها المشكلة التقليدية لقوانين تحكم أوضاعا ونمط عمل وحياة اختلفت جذريا بسبب أو بفضل ثورة الاتصالات.