اكثر ابتكارات تكنولوجيا المعلومات تعرضا للانتقادات هي ألعاب الفيديو وخصوصا ألعاب الحقيقة الظاهرية التي يرى الكثيرون أنها يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية، ولكن الحقيقة معقدة ومركبة والعلماء يكتشفون استخدامات مذهلة للحقيقة الظاهرية.
إعلان
كان من الصعب على الكثيرين أن يتخيلوا إمكانية العلاج الطبي بواسطة ألعاب الفيديو أو بصورة أدق بواسطة الحقيقة الظاهرية.
القصة تتعلق بمرض الرعب من المرتفعات، يعرف كل منكم بالتأكيد شخصا لا يحب الوقوف على شرفة في الأدوار العليا أو على حافة منحدر في احد الجبال، ولكن هذا الخوف يبلغ لدى البعض حد المرض لان وضعهم في هذه الأماكن المرتفعة يشل حركتهم ويمكن أن يصيبهم بالإعياء، وتتراوح نسبة المصابين بهذا المرض في فرنسا من ٢ الى ٥ بالمائة.
تجارب لعلاج هذا المرض بواسطة الحقيقة الظاهرية يقوم بها مركز الحقيقة الظاهرية لحوض المتوسط في مدينة مرسيليا الفرنسية، ويقوم بتزويد المريض بنظارة ثلاثية الأبعاد قبل إدخاله إلى قاعة مجهزة بحيث يتم عرض صور ثلاثية الأبعاد على جدرانها للوسط الذي يتم اختياره، مثال شرفة في الطابق العشرين وسط ناطحات سحاب في نيويورك أو حافة هاوية في أحد جبال الألب.
ويمضي المريض جلسات بهذا الشكل تقارب كل منها ساعة كاملة بهدف تدريب وتعويد المخ على هذه المشاهد، ويتضمن الفريق العلمي أخصائيين في المخ يقومون في البداية بقياس أجزاء من المريض تنشط عادة مرسلة إشارات خاصة عندما يتعرض لهذه الأزمة، وتمكن هؤلاء الاخصائيين من قياس انخفاض تدريجي لهذه الإشارات مع مرور جلسات الحقيقة الظاهرية.
يجب القول أن الفكرة من حيث المبدأ ليست بالجديدة، حيث تقوم بعض شركات الطيران بتنظيم دورات للمسافرين الذين يعانون من الخوف في الطائرة في جهاز محاكاة الطيران لمساعدتهم على التخلص من هذا الخوف، وفي الولايات المتحدة وكندا تستخدم الحقيقة الظاهرية في العلاج منذ فترة تتجاوز العشر سنوات.
المشكلة الرئيسية في استخدام هذا النوع من العلاج على نطاق واسع، هو التكلفة المادية والتي بلغت بالنسبة لقاعة الحقيقة الظاهرية التي نتحدث عنها حوالي المليون يورو. وهنا أيضا قدم الأمريكيون حلا يتمثل بخوذة الحقيقة الظاهرية ويبلغ سعرها حوالي ٣٠٠ يورو، وتستخدم بالفعل في الولايات المتحدة لعلاج مرض الخوف من المرتفعات أو الاضطرابات الناجمة عن الحياة في ظروف مخيفة كحالة الجنود العائدين من الحروب، ولكن الفارق يكمن في ضرورة استخدام الفارة للتجول داخل مشاهد الحقيقة الظاهرية، بينما يكفي للمريض في صالة الحقيقة الظاهرية أن يسير على قدميه ليقوم بهذه الجولة.
مرة أخرى نقول للأهل، ألم نقل لكم أن ألعاب الفيديو ليست سيئة إلى هذا الحد.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك