أصبح استهداف شبكات التواصل الاجتماعي وإلقاء كافة المشاكل والأخطاء على عاتقها الرياضة المفضلة لدى الكثير من المؤسسات والإدارات الحكومية عندما تعاني من الفشل في مهمة من مهامها.
في الجزائر، واعتبارا من يوم السبت، لا يمكن نشر بوست على فايسبوك أو تغريدة عبر تويتر، ذلك إن السلطات استيقظت يومها واكتشفت أن سبب مشاكلها هو شبكات التواصل الاجتماعي اللعينة التي تسرب أسئلة امتحانات الثانوية العامة.
الحجة التي أعلنتها وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر في قطاع البريد وتكنولوجيات الاتصال هي "حماية مرشحي البكالوريا من نشر مواضيع خاطئة لهذا الامتحان على هذه المواقع"، ولكنه نفى أن يكون قرار الحجب على صلة مباشرة بالامتحانات الجزئية للثانوية العامة التي بدأت يوم الأحد.
ولكن الجميع في الجزائر يربط بين حجب شبكات التواصل الاجتماعي وما حدث أثناء امتحانات الثانوية العامة في نهاية شهر مايو- أيار، حيث سيضطر نصف من خاضوا هذه الامتحانات ويبلغ عددهم 800 ألف طالب إلى إعادتها بسبب عمليات تسريب واسعة النطاق لأسئلة الامتحانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
تسريبات أسئلة الامتحانات تضمنت سبعة اختبارات لشعبة العلوم التجريبية، بالإضافة إلى أربعة اختبارات في شعبتي الرياضيات والرياضيات التقنية، وتحولت القضية من تعليمية إلى قضية أمنية وسياسية، وتحيط الامتحانات إجراءات أمنية مشددة تشارك فيها قوات الجيش والشرطة والدرك.
السلطات الجزائرية ليست وحيدة في هذه التوجهات، حيث اقترح وزير التعليم المصري "حجب الإنترنت" ـ على حد تعبيره ـ بعد فضيحة مشابهة، مع تسرب امتحانات اللغة العربية والإنجليزية والتربية الوطنية والتربية الدينية للثانوية العامة، وذلك عبر صفحة على فايسبوك تحمل اسم "شاومينج بيغشش ثانوية عامة". الأجهزة الأمنية أكدت أنها اعتقلت مدير الصفحة، ولكن التسريبات استمرت وأعلن مدير الصفحة في تسجيل صوتي أنه يقوم بذلك احتجاجا ورفضا للنظام التعليمي المصري.
هذا بالنسبة لفضيحة تسريبات أسئلة امتحانات الثانوية العامة في مصر والجزائر، ولكن ما يهمنا هو ردود فعل السلطات في البلدين التي سارعت إلى فتح النيران على عدوها اللدود، شبكات التواصل الاجتماعي، المهم هو حجب فايسبوك وتويتر، والتحقيق في هوية ومبررات من قام بذلك، وأسباب انتشار هذه الظاهرة وتورط مسئولين عن العملية التعليمية فيها، يبدو أن مصيره سيكون مشابها لتحقيقات سابقة، وهو إجراء يشابه من أراد القضاء على حوادث المرور فقرر منع استخدام السيارات.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك