قصة كان من المستحيل لها ان تحدث قبل عقدين من الزمان!!
اليوم أروي لكم قصة، يبدو في البداية ان لا علاقة لها بعالم الانترنت وثورة الاتصالات ... اليوم أروي لكم قصة حسن ومنى
حسن، سوري في الخامسة والثلاثين من العمر، ممثل اضطر الى مغادرة بلاده عام ٢٠١٢ مع شقيقه، بعد مشاركته في مظاهرة ضد النظام وتعرضه للاعتقال والتعذيب على ايدي رجال الأمن، وتمكن في ذلك الوقت من الذهاب الى مصر، لتلحق به بقية العائلة، ويفتح والده مطعما سوريا في القاهرة، قبل ان يضطر الى اغلاقه لان السلطات المصرية لا تمنحه حق العمل، ويبدأ حسن في البحث عن عمل في بلدان المنطقة، وينجح في الحصول على عقد للعمل كصحفي في احدى الإذاعات الاردنية.
منى، فلسطينية من غزة في الثلاثين من العمر، تمكنت عام ٢٠١١ من الاستفادة من فتح الحدود بين غزة ومصر والتسجيل في الجامعة المصرية لدراسة الصحافة، لتبدأ رحلة المتاعب التي يعرفها أهالي غزة الذين يعيشون في مصر على إيقاع فتح وإغلاق المعبر الى مصر، حتى أن إغلاق هذه الحدود منعها من العودة الى القاهرة لحضور الامتحانات النهائية بعد ٤ سنوات، ولم تتمكن بالتالي من الحصول على شهادتها.
في بداية العام الماضي، بدأت منى في اعداد تحقيقات صحفية عن أوضاع اللاجئين السوريين، وشاءت الصدف أن تكون عائلة حسن هي أول عائلة سورية تتصل بها في مصر، قبل أن تتصل بولديهما في الاْردن وألمانيا للحصول على شهادة كل منهما، الاتصال يبدأ عبر WhatsApp ثم تتحول الاتصالات مع حسن الى Viber وFacebook، وتتطور العلاقة عبر المحادثات شبه اليومية حتى يعلن حسن لمعنى آنه يرغب في الارتباط بها، ويطلب من عائلته في القاهرة خطبتها من عمها في غزة، وتتم الخطبة بالفعل في احتفال في القاهرة يشارك فيه حسن عن بعد من عمان.
يبقى ما لا يمكن للكثيرين في العالم ان يتخيلوه، كيف يصعب على خطيب وخطيبته، وان كانا من بلدين مختلفين، ان يلتقيا ؟، ولكن من يعرف المنطقة العربية، يدرك بسهولة أن الامر غاية في التعقيد بالنسبة للاجئ سوريا في الاْردن وفلسطينية من غزة تعيش في مصر.
وهكذا تبدأ أيام وشهور طويلة ظل خلالها جهازا الكومبيوتر في القاهرة وعمان يعملان طوال الوقت مع Skip خارج أوقات العمل، ومع Viber، تبادل الحديث متواصل على مدى النهار وحتى ساعة النوم، وعندما تمكن حسن من الحصول على دعوة تسمح لمنى بالمجيء الى الاْردن، وفور وصولها وجدت المأذون والشهود لعقد الزواج امام Skip على جهازي كومبيوتر احدهما متصل بعائلة حسن في القاهرة والثاني بعائلة منى في غزة .. وهما يعيشان حاليا في تبات ونبات ... حتى ثورة الاتصالات تتضمن جانبا رومانسيا ... أليس كذلك؟
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك