ربما حانت اللحظة للحديث عن موضوع ومفاهيم مرتبطة مباشرة بعنوان هذه اليوميات، ونعني الحديث عن اي مايل او البريد الالكتروني.
هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الامريكية ... اي رئيسة الولايات المتحدة المُحتملة، أمضت يوم السبت الماضي ثلاث ساعات في اطار تحقيق مع رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، وموضوع الأسئلة والتحقيق كان طريقة استخدامها للبريد الالكتروني عندما كانت وزيرة الخارجية الامريكية.
يجب ان ندرك في البداية ان كل من يحتل موقعا حساسا في اي بلد في العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة، تحيط به وتحكم تصرفاته إجراءات أمنية خاصة، وأهمها يتعلق بمراسلاته، وعندما نتحدث عن المراسلات، فاننا تجاوزنا عصر الحمام الزاجل او الرسائل المكتوبة على اوراق ومراسلة عبر البريد او عبر حامل بريد خاص ..
عندما نتحدث عن المراسلات في عصرنا الراهن فاننا نقصد البريد الالكتروني دون غيره، وفي هذه النقطة، يبدو ان هيلاري كلينتون لم تنتبه الى ضرورة احترام قواعد أمنية هامة، حيث استمرت في استخدام بريدها الخاص في إرسال وتلقي رسائل تتعلق بعملها كوزيرة للخارجية، اي انها عرضت مضمون رسائل، يمكن ان تكون حساسة وخطيرة لنظام حماية بريد إلكتروني عادي بدلا من توفير الحماية القصوى باستخدام عنوان بريدها الالكتروني الرسمي كوزيرة في الادارة الامريكية.
طبعا هيلاري كلينتون ومعاونوها يقللون من خطورة الامر، ونقلوا، بالفعل، ٣٠ الف رسالة ارسلتها هيلاري كلينتون اثناء فترة احتلالها لمنصب الوزارة من خارج البريد الالكتروني الحكومي المؤمن، وأثبت التحقيق ان بضع عشرات من هذه الرسائل يصنف غاية في السرية، كما تصنف حوالي ٢٠٠٠ رسالة كرسالة سرية.
طبعا الكثيرون في الطبقة السياسية الامريكية يرون ان كلينتون ينبغي ان تنسحب من الانتخابات لهذا السبب، بل ويذهب البعض الاخر الى ضرورة إرسالها الى السجن.
بصرف النظر عن هذه القصص الكبيرة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الامريكية والصراعات المرتبطة بها، فانه ينبغي الحديث عن طريقتنا في استخدام البريد الالكتروني، ذلك اننا عندما نرسل بريدا الكترونيا نقوم بذلك بنفس العقلية التي كنا نرسل بها البريد التقليدي ولا ننتبه الى فوارق حيوية ... واكتفي هنا بالتعرض لاثنين من هذه الفوارق.
الرسالة التقليدية تكون، عادة، نسخة وحيدة ومرسلة الى شخص واحد، بينما البريد الالكتروني يرسل عادة، خصوصا في المجال المهني، الى عدة أشخاص ويمكن إرسال نسخ عديدة منه الى أشخاص اخرين، كما ان من يتلقى نسخة من الرسالة الالكترونية يستطيع بدوره نقلها الى عدد مشابه او اكبر من الاشخاص.
الفارق الثاني هو ان ناقل الرسالة التقليدية كان هيئات البريد الرسمية او الخاصة، والتي يصعب او يندر سرقة ما تنقله، بينما الرسالة الالكترونية تكون معرضة باستمرار لكافة قراصنة الشبكة.
وللحديث بقية..
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك