لماذا يقتصر الذكاء على الهواتف وساعات اليد واجهزة الطهي، بينما يمكن ان ينقذ حياة الالاف اذا تم تزويد اجهزة اخرى بهذا الذكاء الاصطناعي.
ظاهرتان يمكن ان تؤدي احداهما لحل ازمة ناجمة عن الثانية، ذلك ان الولايات المتحدة تعاني من ازمة انتشار الأسلحة وسهولة الحصول عليها، حتى ان الامر اصبح احد مواضيع الصراع السياسي الرئيسية بين من يريدون تقنين وتحديد إمكانية شراء الأسلحة النارية واتحاد صناعات السلاح الذي يرفع راية حق دستوري أمريكي في حمل السلاح.
وإذا ابتعدنا عن الضحايا التقليدين لانتشار السلاح في الولايات المتحدة، وحصرنا الحديث عن ٧٠٠٠ طفل دون سن الرشد انتحروا مستخدمين سلاح الأهل بين عامي ١٩٩٩ و٢٠١٤، اي اننا نتحدث عن متوسط اربع حالات انتحار اطفال في اليوم.
الظاهرة الثانية هي ظاهرة الاجهزة الذكية، الهاتف الذكي، الساعة الذكية، المنزل الذكي ... الخ، ذلك اننا نعيش عصرا أصبحت فيه كل الأشياء والاجهزة ذكية، باستثناء السلاح الذي حافظ على غبائه.
وزارة العدل الامريكية أصدرت مجموعة من المبادئ التوجيهية لصناعة السلاح الامريكية من اجل انتاج ما يمكن وصفه بالمسدس الذكي ... او السلاح الذكي، بناء على طلب من الرئيس باراك اوباما وردا على تعنت الكونغرس في رفض تنظيم عمليات بيع السلاح بصورة أكثر انضباطا.
مبدأ السلاح الذكي يستوحي احدى تطبيقات الهاتف الذكي، بحيث لا يمكن استخدامه الا من قبل صاحبه، اي ان تجهيزات الكترونية يتم تزويد السلاح بها، تتحقق بفضل بصمة الاصبع من هوية المستخدم، واذا لم يكن صاحب المسدس او السلاح المسجل، فانه لا يمكن استخدامه وإطلاق النار منه.
ولكن اتحاد صناعة السلاح سارع للسخرية من هذه المبادئ التوجيهية، والخلاف ليس حديثا وإنما يعود الى العام ألفين، عندما طالب البيت الأبيض بتطوير هذه التكنولوجيا، ورفضها اتحاد صناعة السلاح، بل وذهب حتى تنظيم مقاطعة لشركة السلاح الشهيرة Smith & Wesson لانها ارادت الاستجابة لطلب الرئاسة الامريكية، وفي ذلك الوقت طورت شركة اخرى، بالفعل تكنولوجيا تعطل السلاح وتمنعه من إطلاق الرصاص اذا لم يمكن مستخدمه يحمل خاتما الكترونيا يعرف عنه كصاحب السلاح.
التكنولوجيا متوفرة إذا وبأشكال مختلفة، ولكن تعنت صناعة السلاح الامريكية التي ترفض اي قيد او تنظيم لصناعتها يترك هذه الأسلحة النارية في متناول الجميع دون اي حاجز أمنى، ومن المؤكد ان الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب لن يجدد الطلب من اجل تطوير المسدس الذكي، ذلك ان جزءا هاما من حملته الانتخابية اعتمد على اتحاد صناعة السلاح، وأكد دوما تأييده الكامل لحرية تطاول الأسلحة
بالتالي، لن تختفي ظاهرة انتحار الأطفال او استخدامهم لأسلحة أهلهم في المنظور القريب في بلاد العم سام
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك