أحد أكبر الأحداث الرياضية الفرنسية والعالمية التحق متأخرا، بالنسبة لمتابعيه، بالعالم الرقمي.
"دورة فرنسا" أو كما تسميه الصحافة الرياضية "طواف فرنسا"، أشهر سباق دراجات هوائية في العالم، يقوم بدورة في كافة الأراضي الفرنسية وفقا لمسار يتغير كل عام، وقد مر هذا العام في ٣٤ مقاطعة فرنسية، مع مسار يتجاوز ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلو متر، تسابق عليه حوالي مائتين متسابق وكان خط الوصول، كما هي العادة، في أجمل جادة في العالم، جادة الشانزليزيه.
حدث سنوي عالمي يشارك فيه متسابقون من كافة أنحاء العالم وتغطيه كافة أجهزة الإعلام، ولكن، وحتى وقت قريب، كان الأمر يقتصر، بالنسبة للمشاهدين، على كاميرات تصور مجموعة من الدراجات الهوائية التي تتسابق على طريق "دورة فرنسا" في مراحلها المختلفة، ومعلقين يقدمون توقعاتهم بالنسبة للفائز في كل مرحلة والحوادث والقصص المختلفة عن تاريخ السباق.
لكن المشهد اختلف كثيرا هذا العام مع دخول شركة المعلوماتية Dimension Data الجنوب إِفريقية في إطار شراكة تهدف للترويج للسباق الشهير، حيث بدأ يظهر على شاشات التلفزيون كم هائل من المعلومات خلال سير السباق، عدد الأمتار المتبقية أمام المتسابق المتقدم قبل نهاية السباق، الفارق بالثانية بين متسابقين أو متوسط سرعة هذا المتسابق أو ذاك.
كم هائل من المعلومات والمعطيات تمكنت الشركة الجنوب إِفريقية من جمعه بفضل تكنولوجيا جديدة ابتكرتها من أجل سباق "دورة فرنسا"، عبارة عن جهاز استقبال وإرسال متناهي الصغر يتم زرعه في مقعد الدراجة الهوائية، يقوم بإرسال حزمة من المعلومات في كل ثانية تتعلق بسرعة الدراجة وسرعة ضربات قلب المتسابق وإيقاع حركة قدميه، معلومات كثيرة ومتنوعة يقدر حجمها خلال أسابيع السباق الثلاثة بثلاثة مليارات معلومة.
ستقولون لي، وما الهدف؟
هناك في الواقع عدة أهداف، أولها مباشر ويتعلق بصورة السباق لدى الجمهور، ففي القرن الحادي والعشرين لم تعد صور السباق وحدها كافية لإرضاء المشاهدين، لذلك شاهدنا، هذا العام، أنه كلما ظهرت صورة أحد المتنافسين أثناء السباق، يظهر فورا على الشاشة السرعة التي يسير بها في هذه اللحظة، المسافة المتبقية له حتى نهاية المرحلة بالمتر ومعلومات أخرى حول الفاصل بينه وبين منافسه الرئيسي …الخ.
كما أدى ذلك إلى تغييرات جذرية في البرامج الرياضية المصاحبة للسباق، واختلفت تعليقات الصحفيين المختصين بصورة كاملة بعد أن أصبحوا يتمتعون بمعطيات رقمية شديدة الدقة عن مسار السباق وكل مشارك فيه.
ونتحدث هنا عن الآثار المباشرة، ولكن هناك آثار لاحقة، ذلك إن القسم المسموح بإعلانه من هذه المعطيات سيلعب دورا رئيسيا في تدريب واستعداد المتسابقين في العام المقبل ورسم استراتيجيات جديدة للسباق، وبما أننا نتحدث في إطار ما يسمى Big Data فإن الاستخدامات الأخرى ستظهر لاحقا.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك