ما كنا نعتقد أنه خيال، أو تطور سيحدث في مستقبل بعيد، بدأ يصبح واقعا راهنا ... والحديث عن الذكاء الاصطناعي
الروبوت صوفيا، الذي يتمتع بوجه بشري، هو أول روبوت يتمتع أيضا بجنسية بلد ما، بعد أن قررت المملكة العربية السعودية منحه جنسيتها، وروبوت الذكاء الاصطناعي الظاهري "ميراي" حصل بدوره، وبصورة رسمية، على صفة مواطن مقيم في حي كبير في العاصمة اليابانية طوكيو.
قد تعتبر، عزيزي المستمع، أنها أخبار طريفة ومسلية، ولكن مسألة الذكاء الاصطناعي والروبوت تتطور بصورة سريعة للغاية، وأصبحت، بالفعل كابوسا يهدد نمط الحياة الإنسانية، وهو ما يظهر بوضوح في التقرير الذي نشرته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في نهاية الشهر الماضي، والذي أكدت فيه أن نسبة العاملين في الغرب الذين تفوق مهاراتهم المهنية أداء الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز ١٣٪ من مجمل العاملين، بكلمات أخرى، فإن سبعة عاملين من أصل ثمانية عاجزون عن مجاراة الذكاء الاصطناعي في العمل، ولا نتحدث عن الوضع في المستقبل القريب أو البعيد، وإنما هي الأرقام المتعلقة بالوضع الراهن.
ويؤكد التقرير أن كافة المهن التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي، فإنه يوظف قدرات تفوق القدرات البشرية في مجالات الحسابات، مستوى التعبير، التواصل الاجتماعي .. الخ.
والفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ أعرب، مؤخرا، عن مخاوفه في هذا الشأن مؤكدا أنه لا يوجد فرق أساسي بين ما يقوم به الدماغ البشري وما يحققه الكومبيوتر وأنه من المتوقع أن تتفوق الآلات علينا ويصبح البشر عاجزين عن إدارة أمور الكوكب.
وهو ما تؤكده دراسات جامعية تنبأت بأن الذكاء الاصطناعي سيتمكن خلال العقد المقبل من ترجمة اللغات وكتابة المقالات وقيادة الشاحنات بصورة أفضل من البشر، وخلال عقدين من الزمان سيقوم الذكاء الاصطناعي بإجراء العمليات الجراحية، ويصبح الإنسان، بالتالي، بالمقارنة مع الذكاء الاصطناعي كما هو حال الحيوانات الذكية، مثل القردة والدلافين، بالنسبة للبشر حاليا.
أضف إلى ذلك أن الشركات العملاقة التي تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تتعامل من هذا القطاع كأسرار استراتيجية، ولا تتوفر بالتالي معلومات دقيقة حول تقدم عمليات البحث في هذا المجال.
في المقابل، يعاني الإنسان من ركود وتدهور في العملية التعليمية، ولم تُبْد الحكومات المسئولة عن تطوير التعليم أي خطوة إيجابية في هذا المجال، وعلى العكس، التوجه هو نحو التوفير وتقليص الميزانيات وحتى على المستوى الفردي، تراجعت عملية التثقيف والقراءة الذاتية بصورة كبيرة لدى الأجيال الشابة.
باختصار الذكاء الاصطناعي يتقدم بصورة متسارعة، ونحن نتراجع بصورة متفاوتة وفق كل بلد.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك