تكشف نايلة الصليبي في "إي ميل" مونت كارلو الدولية، قبيل انطلاق مؤتمر المطورين لفيسبوك F8 ،الخطط الجديدة من جعبة مارك زوكيربرغ وفريقه .إذ يبدو أن خطة موقع "فيسبوك" التي وضعها منذ عام بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية العالمية البارزة لمواجهة الأخبار الزائفة، جاءت نتيجتها كارثية، وأدت إلى عكس ما كان مرجو منها.
منذ عام تقريبا وفي شهر فبراير عام 2017. وذلك قبل عام من فضيحة كامبريدج اناليتيكا وجلسات الاستماع لمارك زوكيربرغ في مجلسي الشيوخ و النواب في واشنطن.
في ذلك العام أطلق موقع "فيسبوك" ومحرك البحث "غوغل" وعدد من المؤسسات الإعلامية العالمية البارزة مبادرة CrossCheck لضمان عدم نشر أخبار كاذبة على صفحاته من خلال FactChecking
الإجراءات التي اتخذت في ذلك الحين و التي تعتمد إضافة اشعار على منشورات "فيسبوك" وذلك بمجرد الضغط على الزاوية اليمنى العليا للمنشور بحيث يظهر خيار الإبلاغ عن المنشور على أنه كاذب، كما يمكن مراسلة الشخص الذي نشر القصة أو حجبها بشكل كامل.
مجموعة التبليغات مع روابط المواقع التي تنشر الأخبار الكاذبة، تفهرس في موقع الكتروني مخصص فقط للمؤسسات الإعلامية الشريكة التي تطّلع على المنشورات التي صنفها المستخدمون على أنها FakeNews، فتحقق بالمصادر وبالمحتوى التحريري ثم تضع إشارة تنبيه إذا كانت أخبار خاطئة أو موقع وهمي بالإضافة إلى رابط لموقع المؤسسة الإعلامية التي تنشر المقال الذي يصحح من المحتوى التحريري لهذه المنشورات.
عندها، ما أن ينقر المستخدم على رابط هذه المقالات الخاطئة، يظهر له تنبيه بأن طرف ثالث او أكثر موثوق قد صنف هذا المنشور على ان مصداقيته"غير متفق عليها" واعتبارها كأخبار كاذبة، هذا بالإضافة إلى رابط للمقال الذي زودته المؤسسة الإعلامية ذات مصداقية التي حققت بالمحتوى التحريري، ولديها مقال يكشف أخطاء المقال المزيف أو كونه فقط ClickBait لجني المال من عدد النقرات.
كذلك عمل مارك زوكيربرغ على تعديل خوارزميات أو البرمجية الخاصة بموقع "فيسبوك" والتي تفهرس وترفع المنشورات الأكثر مشاركة أو أكثر انتشارا ليراها المستخدم ولتحديد عدد النقرات لشراء مساحات الإعلانات من هذه المقالات المنتشرة، فإذا كانت مقالات مزيفة وغير صحيحة، لا تحسب لها النقرات وتوضع في أسفل لوائح الأخبار. وحينها انتقدت موقف موقع "فيسبوك" بعدم حجب المقالات الزائفة، بلستظهر الأخبار والمنشورات مع اشعار "غير متفق عليها" وبشكل أقل ضمن خلاصة الأخبار NewsFeed، وبمجرد حصولها على علامة "غير متفق عليها"تعمل الخوارزميات على عدم الترويج لها.
لكن الذي حصل ان هذه الطريقة كانت نتيجتها كارثية ولم تحقق المرجو منها. هذا باعتراف شركة "فيسبوك" نفسها على لسان المهندس والمدير المسؤول عن الـ NewsFeed في فيسبوك Michael McNally وعالمة البيانات الـdata Scientist في "فيسبوك" Lauren Bose خلال ندوة نقاش حول الطرق المستخدمة لمواجهة الأخبار الزائفة على صفحات "فيسبوك" في 25 من إبريل في مؤتمر Fighting Abuse @Scale في سان فرنسيسكو. تبين أن هذا الأسلوب لم يكن ناجعا على الإطلاق بل كان له عواقب وخيمه.
بدلا من تنبيه المستخدمين والتقليل من انتشار الاخبار الزائفة على الشبكة، فان هذا النظام عزز عملية الانتشار فمسؤولي البيانات و الهندسة في فيسبوك كشفوا عن زيادة تبادل هذه الروابط بنحو 80 بالمائة .
إذا ما العمل عندما نعلم ان فريق من الشركاء الصحفيين البارزين يعملون على التحقق من هذه المنشورات لتحديد مصداقيتها وأنها "غير متفق عليها"؟
مرة جديدة قرر موقع "فيسبوك" تغيير نهجه والتخلي عن الإشعار بالإشارة الحمراء التي كانت تجذب الانتباه وتعزز انتشار الأخبار الزائفة، فالأخبار الزائفة المُكتشَفة سيتم خفض مكانتها في الشريط الاخباري الـNewsFeed ستليها مباشرة روابط للمنشورات التي تتحقق من هذه المنشورات وتناقض محتواها منها يتناقض معها . بحيث يمكن للمستخدم رؤية المصدر والأخبار التي تنقض وتكشف المنشور مع الأخبار الزائفة. هذا وستتاح مساحة أكبر للمنشورات التي تعتبر حقيقية Real-news.
الأسلوب الجديد لعرض المنشورات على صفحات "فيسبوك" بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيؤدي حسب و Michael McNally Lauren Bose إلى خفض انتشار الاخبار الزائفة المتداولة على الشبكة بنسبه 80 بالمائة!
لكن مهلا! أليس هذا ما وعدنا به" فيسبوك" عندما وضع النهج الأول؟
إن قصة "فيسبوك" مع الأخبار الزائفة لن تنتهي، والأخبار الزائفة او الكاذبة، بدورها، لن تنتهي من موقع "فيسبوك"
@salibi
وعبر موقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك