الشبكة تساعد في إنقاذ المتاجر الصغيرة

دوني وزوجته إيزابيل يديران جزارة صغيرة في إحدى المدن الفرنسية، تابعا سلسلة مقالات حول التجارة شبه المباشرة بين المنتج والمستهلك، أو اختصار عدد الوسطاء في التجارة بفضل المعلوماتية، وهي تجربة تم تطبيقها مع المزارعين الذين يستطيعون عرض بضائعهم على الإنترنت، ويمكن للمستهلك أن يطلب ما يريد عبر الشبكة، قبل أن ينتقل إلى المزرعة للحصول على طلباته.
ومن هنا جاءت الفكرة لدوني، في استخدام هذه الأداة ليس لاختصار الوسطاء بينه وبين زبائنه، وانما للوصول إلى عدد أكبر من الزبائن، وتوفير وقتهم، وقامت شركة monpetitdrive المختصة باللازم من إقامة الموقع الذي يتصل به الزبون عبر الإنترنت، ويضع عليه قائمة المشتريات التي يريد ويسدد الثمن، ويكفيه بعد ذلك المرور على محل الجزارة ليأخذ طلبه الجاهز في دقائق قليلة.

وتوضح إيزابيل أن الشركة تولت الأمر بالكامل، ولم يكلفهم الأمر أكثر من رسم شهري قيمته مائة وخمسين يورو كإيجار لكومبيوتر لوحي وطابعة وتكلفة صيانة الموقع، ويبدو أنهما شعروا بالفارق في عدد الزبائن فور بدء الموقع في العمل، وهو فارق بسيط في البداية، ولكنهما متفائلان بتطور إيجابي سريع، خصوصا وأن الفائدة لا تقتصر على تسهيل عملية البيع والشراء، وإنما يشكل الموقع، أيضا، واجهة إلكترونية للمحل، تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الذين لم يكن لهم أن يعرفوا محل دوني وإيزابيل.

ويبدو أن المطعم المواجه لمحل الجزارة، لجأ بدوره إلى هذه الأداة، لخدمة الزبائن الذين يريدون شراء وجبات إلى المنازل.

هذا فيما يتعلق بمحاولة جادة لتحسين عملية البيع والشراء، ولكن هناك أيضا الاختراعات العبثية، في المجال ذاته، مع الأحذية الرياضية المتصلة، وهي فكرة خطرت ببال المسئولين عن سلسلة مطاعم بيتزا هوت، أثناء بطولة NCAA لكرة السلة، لتسويق أحذية رياضية مزودة بزر متصل، يسمح لصاحب الحذاء بإرسال طلب البيتزا مباشرة إلى أقرب مطاعم السلسلة بالقرب من منزله، وزر آخر يسمح بتوقيف عرض المباراة عند وصول البيتزا لعدد الدقائق اللازمة لفتح الباب وتسديد الثمن.

والمبدأ بسيط للغاية، ويعتمد على اتصال بلوتوث بين الحذاء والهاتف الذكي المزود بتطبيق خاص ببيتزا هوت، يتصل فورا بأقرب مطاعم السلسلة ويسجل الطلب.

كما قلنا هو ابتكار عبثي، واعترفت بيتزا هوت في النهاية أن هدفها كان ترويجي، وأنهم يدركون أنه ليس بالابتكار الحقيقي.