يرى الكثيرون أن كافة الكوارث الاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي تعاني منها مصر ناجمة عن انهيار منظومة التعليم، كما يرى الكثيرون، أيضا وربما كانوا على حق، أن وزير التعليم طارق شوقي طرح تشخيصا صحيحا لأسباب هذا الانهيار، وقدم تعريفا وشرحا يتفق عليه خبراء التعليم في بقية أنحاء العالم لما يجب أن تكون عليه العملية التعليمية، وقد أطلق الرجل بالفعل خطة وضعها بناء على رؤيته الخاصة لإصلاح التعليم في مصر.
وربما تكمن المشكلة في الجزء الذي برز على السطح من رؤية الوزير، الذي رأى تعميم استخدام التابلت أو الكومبيوتر اللوحي في المرحلة الثانوية، وإذا كانت هذه الخطوة محورا أساسيا في خطته، فإنه يكون قد وقع في الفخ الذي يقع فيه السياسيون في مختلف أرجاء العالم، بما في ذلك أكثر الدول تقدما، عندما يعتقدون أن تحديث قطاع ما يتم عبر أدوات وتجهيزات التكنولوجيا الحديثة.
التابلت في المدارس الثانوية المصرية هي بالتأكيد ضربة إعلامية أو إعلانية كبيرة تسلط الضوء على الوزير ورؤيته، ولكن السؤال عن فعاليتها، في حد ذاتها، في مواجهة الأزمة؟ وهل هي مجرد ديكور يمكن أن ينهار أمام أول عقبة؟
الوزير المصري ذهب حتى القيام بامتحان تجريبي بواسطة التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي قبل أيام، وشارك في هذا الامتحان التجريبي ٦٥٠ ألف طالب في ٢٧ محافظة في مصر.
الامتحان كان في اللغة العربية والمهلة التي يستطيع خلالها الطالب تقديم امتحانه كانت على مدى اثنتي عشرة ساعة، بحيث يتصل الطالب من الكومبيوتر اللوحي بشبكة الامتحان خلال هذه المهلة، ليدخل اسم المستخدم وكود خاص به بالإضافة إلى كود آخر خاص بالامتحان يحصل عليه في بداية مهلة الامتحان، ويتمتع بعد ذلك بثلاث ساعات للإجابة.
ولكن وما أن بدأ الطلاب في قاعات الامتحان بمحاولة الاتصال في التاسعة صباحا، لاحظوا أن الأمر مستحيل، أي أنه، وكما نقول في مصر "الشبكة وقعت"، ولم يتمكن الطلاب من البدء في الامتحان إلا بعد الظهر.
ولدينا سؤالين، ما علاقة أداة تكنولوجية متقدمة بتحديث الفكر التعليمي وطرق التعليم التقليدية، مع العلم أنها لا تستخدم بهذه الكثافة في أكثر الدول تقدما ؟ بينما يرتبط السؤال الثاني بإمكانية استخدام أداة من هذا النوع والمستوى المتقدم، وبصورة إلزامية في بلد تعاني بنيته التحتية الإلكترونية من ثغرات ومتاعب كبيرة؟
المهم هو أن الوزير شرح سبب هذا العطل بأن حوالي أربعة ملايين وسبعمائة ألف شخص طلبوا الدخول إلى مخدم الامتحانات، وأن الطلبات جاءت من داخل مصر ومن خارجها، مما يعني أنها كانت مؤامرة لإفشال التجربة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك