رفقاً بأرضنا

عالم افتراضي ولكنه ملوث

نشرت في:

بالرغم من أن تقنيات الاتصال الحديثة أسهمت على حد كبير في وضع حد لممارسات تسيء إلى البيئة والصحة البشرية فإنها لا تخلو هي الأخرى على مثل هذه الممارسات برغم اعتمادها على عوالم افتراضية.

إعلان

 

 
صحيح أن الثورة المعلوماتية الحديثة أسهمت من خلال عوالمها الافتراضية في الحد من استنزاف ثروات طبيعية كثيرة على نحو يضعف الأرض ويلوث البيئة. فنحن نلاحظ مثلا أن أغلب الإذاعات المحلية و الوطنية والعالمية في البلدان الصناعية وحتى في البلدان النامية أصبحت تعتمد اليوم في مجال تركيب الأصوات المعدة للبث على الأثير من خلال النظام الرقمي الذي يظل فيه الصوت افتراضيا والمقص المستخدم لتنظيف الصوت افتراضيا.وقراءة الصحف على الإنترنت بشكل كلي أو جزئي تحول كل سنة دون القضاء على كميات كبيرة من الأشجار التي يصنع منها الورق وتسهم في حماية البيئة والجو من كثير من المعادن والغازات الملوثة التي كانت ولا تزال تستخدم في صناعة الصحف الورقية.
 
ومع ذلك،فإنه لوحظ أن العلاقة التي يقيمها اليوم مستخدمو أدوات ثورة الاتصال الحديثة التي تعد الافتراضية إحدى سماتها المميزة مع الطاقة بشكل خاص تحتوي على مخاطر كثيرة بالنسبة إلى البيئة والجو. فكثيرون هم الذين يسرفون في استخدام الطاقة الكهربائية لتشغيل هواتفهم الجوالة وحواسيبهم وأجهزتهم الأخرى التي تشغل بالكهرباء حتى خلال الأوقات التي لايستخدمون فيها هذه الأجهزة. بل إن تقارير علمية أكدت مؤخرا أن شبكات الاتصال الحديثة ومراكز البيانات الرقمية الخاصة والعامة ستستهلك من الطاقة في حدود عام ألفين وعشرين أكثر ما تستهلكه اليوم أربعة بلدان مجتمعة هي فرنسا وألمانيا والبرازيل وكندا.
 
وقد يعتقد الواحد منا أن الدخول إلى موقع "فيس بوك" لا يلحق ضررا كبيرا بالبيئة نظرا لأن كمية الكهرباء التي نحتاج إليها للحصول على هذه الخدمة قليلة. ولكننا نجد أنفسنا أمام إشكال إذا علمنا أن مستخدمي هذا الموقع الذي يعتبر اليوم رائد مواقع الاتصال الاجتماعي يفوق عددهم خمس مائة مليون شخص وأنهم سيزدادون في السنوات المقبلة. وكثير من مستخدمي موقع "فيس بوك" لا يشاطرون الطريقة التي يرغب اليوم أصحاب الموقع في استخدامها لتشغيل مركز بيانات أطلقوه في ولاية أوريغون الأمريكية. ويعتمد هذا المركز بدرجة تتراوح بين الثلث وأكثر من الثلثين على الفحم الحجري مما جعل منظمة " غريبيس " تطلق حملة على هذا الخيار الذي يناصب البيئة العداء. ذلك أن الفحم الحجري هو أشد مصادر الطاقة الأحفورية خطرا على الجو وبالتالي على الكائنات الحية.

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية