رفقاً بأرضنا

مياه القوارير ومياه الحنفية

نشرت في:

تراجعت مبيعات الشركات المتخصصة في مياه القوارير لعدة أسباب لديها علاقة بالصحة والبيئة. أما في البلدان النامية فإن أزمة ثقة لا تزال قائمة بين المستهلكين ومياه الحنفية.

إعلان

 

 
في البلدان الغربية بدأت الحملات الرامية إلى إقناع الناس بضرورة الحد من استهلاك مياه القوارير تؤتي أكلها. فقد لوحظ خلال السنوات الأخيرة تراجع مبيعات الشركات الكبرى المتخصصة في تعبئة هذه المياه وتسويقها.
 
واستطاع حماة البيئة إقناع المستهلكين بأن شرب مياه الحنفية أفضل بكثير من مياه القوارير بالنسبة إلى الصحة البشرية والبيئة. فالدراسات العلمية التي أجريت حول مياه القوارير بينت أنها ليست كلها معدنية على عكس ما يدعي موزعوها. وتبين أيضا أن الاستفادة من مياه القوارير من الناحية الصحية ليس أمرا مضمونا في كل الحالات لعدة أسباب منها أن الاقتصار على ماركة واحدة من الماركات التي تسوق من خلالها مياه القوارير يحول دون منح الجسم العناصر المغذية الضرورية في مياه الشرب والتي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال تنويع مصادر المياه المعدنية وغير المعدنية.
 
وفي ما يخص مخاطر مياه القوارير على البيئة، استطاع حماة البيئة إعداد دراسات ميدانية دقيقة تؤكد فعلا أنها مخاطر حقيقية. فالقوارير التي توضع فيها المياه تتطلب صناعتها استخدام كميات كبيرة من النفط قدرت مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية بمليون ونصف مليون برميل في السنة. وجانب كبير من هذه القوارير يرمى به في الطبيعة فيلوثها. زد على ذلك أن نقل مياه القوارير على مسافات طويلة أمر يقود إلى استخدام مصادر الوقود الأحفوري وبالتالي فإنه يسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
 
وما يثير الانتباه في البلدان النامية أن كل هذه الحجج لم تقنع بما فيه الكفاية المستهلكين بضرورة الحد من استهلاك مياه القوارير حتى لدى الفئات المتوسطة والفقيرة لسبب واحد يتكرر على ألسنة الناس هو عدم ثقتهم بالماء الذي يصلهم عبر الحنفية. و واضح اليوم أن إعادة الثقة إليهم تمر عبر وضع آليات شفافة تسمح للمواطن بأن يكون متيقنا من أن الدولة والأجهزة المختصة العامة والخاصة   تقوم فعلا بكل ما يجب القيام به لإعادة الثقة بين المستهلك والحنفية.
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية