كادت خرفان جزيرة أويسان الفرنسية أن تنقرض في نهاية سبعينات القرن الماضي. ولكن المثل أصبح يضرب بها اليوم في قدرتها على تقديم خدمات للاقتصاد الأخضر عبر قطع نجيل الحدائق الخاصة.
إعلان
تفاخر جزيرة "أويسان" الفرنسية الصغيرة الواقعة في عرض سواحل الغرب الفرنسي الأطلسية بخرفانها الأصيلة التي تحمل اسم الجزيرة وتروج لها هذه الأيام على نطاق واسع عبر نشاط جديد تتعاطاه هو قطع إنجيل الحدائق الخاصة وأعشابها. ومعروف عن هذه الخرفان أنها صغيرة الحجم وأنها تعيش على الأعشاب البرية دون أن تقتلع جذورها، على عكس حيوانات مجترة أخرى وهو حال الماعز مثلا. ومن خاصيات هذه الخرفان أنها لا تأكل الزهور. وهذه نقطة مهمة باعتبار أن ذلك يسمح للعوامل المساعدة على تلقيح النباتات والمزروعات بمواصلة القيام بعملها وبالتالي بالإسهام في الحفاظ على التنوع الحيوي.
وقد تأسست في فرنسا جمعيات هدفها مساعدة الناس على التخلص من إنجيل حدائقهم في الأرياف والمدن عبر هذه الخرفان مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز 10 يورو للخروف الواحد طوال اليوم. وقد اتضح أن المنهجية الأسلم للسماح لهذه الخرفان بتعاطي نشاطها تتطلب استخدام خروفين اثنين كل مرة للقيام بالعملية علما بأن الخروفين قادران على قطع نجيل حديقة تمتد على مساحة ألف متر مربع في يوم واحد.
ومزايا هذه الطريقة كثيرة جدا. فهي أقل كلفة من استخدام آلات ميكانيكية لتأدية النشاط ذاته. وهي طريقة نظيفة لأنه لا داعي لاستخدام قطرة واحدة من البنزين على عكس الآلات. ولا داعي لجمع النفايات التي تتركها لأنها لا تترك وراءها نفايات خضراء. وهي أيضا طريقة جيدة لأن خرفان "أويسان" تقطع نجيل الحدائق بصمت وتتيح لأطفال المدن والقرى التعرف عن كثب على حيوانات الماشية.
لقد اهتدى الحريصون على قطع نجيل الحدائق الخاصة الريفية والحضرية بانتظام إلى كل هذه الميزات وميزات أخرى، فأصبحوا يستفيدون من خدمات هذه الخرفان خلال فترات العطل الأسبوعية عبر جمعيات بيئية تعنى بالموضوع. ومن المفارقات العجيبة بشأن هذه الخرفان أنها كادت تنقرض من جزيرة "أويسان" الفرنسية في سبعينات القرن الماضي فأصبح المثل يضرب بها اليوم في فرنسا كلها باعتبارها جزءا من منظومة الاقتصاد الأخضر.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك