خارطة القضاء على كثير من الحيوانات المتوحشة تعكس توجها لدى الإنسان للقضاء على مصادر التنوع الحيوي الأساسية. هذه هي خلاصة كتاب جديد صدر في فرنسا وعنوانه " هذه الحيوانات التي نغتال".
إعلان
من أهم الكتب الصادرة في فرنسا هذا العام عن المخاطر التي تتهدد التنوع الحيوي في العالم كتاب نشرته دار " شيرش ميدي ". وعنوانه"هذه الحيوانات التي نغتال" أما مؤلفه فهو كاتب صحافي يسمى لوي برييو .
وقد جاءت فكرة وضع الكتاب بمناسبة عام النمر الذي احتفلت به الصين قبل سنتين. وأراد المؤلف التوقف عند حال النمر في آسيا في رحلة قادته أساسا إلى الهند واندونيسيا . فخلص في أعقاب التحقيق الميداني الذي أجراه طوال عامين إلى أن 95 بالمائة من نمور الهند قد قضي عليها وأن هذه النسبة هي بالضبط نسبة الغابات التي انقرضت من الهند والتي كانت بيئة النمور الهندية الطبيعية.
ويقول الكاتب إن ما يحصل اليوم في اندونيسيا بالنسبة إلى النمر يذكر فعلا بما حصل للنمر في الهند . فالجزيرة الوحيدة التي بقيت فيها النمور في هذا البلد هي جزيرة سومطرة .وعلى غرار ما حصل في الهند ثمة علاقة وثيقة بين اندثار النمر الاندونيسي واندثار الغابة في هذا البلد علما بأن الغابة الاندونيسية تعد ضمن الرئات الثلاث التي تتنفس عبرها الكرة الأرضية بعد غابة الأمازون في البرازيل في القارة الأمريكية وغابة جمهورية الكونغو الديمقراطية في القارة الإفريقية.
ومن النمر انطلق الكاتب للتوقف عند حيوانات متوحشة كثيرة أخرى اكتشف أنها تتعرض بدورها اليوم إلى عملية إبادة جماعية تقودها مافيات مجهزة بأحدث الأسلحة . ومن هذه الحيوانات الكركدن الذي يشكل لبنة أساسية من لبنات السلسلة الغذائية بالنسبة إلى الإنسان في المناطق التي يعيش فيها. ففضلات هذا الحيوان تعيش عليها الكائنات الصغيرة التي تتغذى عليها الأسماك في البرك والبحريات الإفريقية التي يرتادها الكركدن.
ويخلص الكاتب إلى التذكير بشعور اليأس الذي ينتاب اليوم الناشطين في المنظمات غير الحكومية المدافعة عن التنوع الحيوي . فلديهم اليوم قناعة بأنهم خسروا معركة الحيوانات المتوحشة المهددة بالانقراض . وبالرغم من أنهم يواصلون دق ناقوس الخطر، فإن الأسرة الدولية تمضي غير مبالية بظاهرة الاتجار بهذه الحيوانات . وهو نشاط أصبح اليوم يدر على أصحابه أكثر مما يدره الاتجار بالمخدرات في العالم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك