خارطة للإشعاعات النووية في العالم العربي

إذا كانت ثورة " الياسمين" التونسية قد سمحت فعلا بانطلاق الألسنة وزوال الخوف ، فإن صحافيا تونسيا يدعى صابر اليعقوبي انتهز الأفق الجديد الذي فتحته هذه الثورة أمام حرية التعبير والرأي لإحياء جدل قديم في البلاد ما كان له ان يطرح بشكل علني لولا هذه الثورة .

 

ويتعلق بالمخاوف من انعكاسات إشعاعات ناتجة عن نفايات نووية قد تكون دفنت خلال فترتي حكم بورقيبة وبن علي قرب قرية بن يغلوف الواقعة في الجنوب التونسي. وقد ذهب هذا الصحافي إلى حد التأكيد عبر صحيفة إيطالية على أن النظام السابق قد تورط فعلا في صفقات مشبوهة مع بلدان غربية لدفن نفايات نووية في الجنوب التونسي.

 

وفتحت السلطات التونسية الحالية تحقيقا في الموضوع خلصت نتائجه الأولية إلى عدم وجود نفايات نووية مدفونة في الجنوب التونسي. ولكن منظمات بيئية غير حكومية تونسية وعربية انتهزت الجدل الجديد حول الإشاعات التي تتحدث عن وجود نفايات نووية في تونس لتدعو منظمات المجتمع المدني العربية برمتها لمساعدتها على إطلاق حملة تطالب خلالها وكالة الطاقة الذرية الدولية بفتح تحقيق واسع في المنطقة العربية بكاملها لرسم خارطة الإشعاعات النووية انطلاقا من معطيات كثيرة من أهمها تلك التي يمكن حصرها في النقاط الأربع التالية :

أولا : استمرارا الشكوك حول إمكانية إقدام عدة أنظمة عربية على إبرام صفقات مع بلدان غربية لدفن نفايات نووية في البلدان العربية.

ثانيا : تأكد رغبة كثير من البلدان الغربية في دفن جزء من نفايتها النووية في البلدان النامية ومنها البلدان العربية بسبب انخفاض كلفة الدفن في هذه البلدان بالقياس إلى ما هي عليه في الغرب.

ثالثا : حرص البلدان العربية كلها على الاستثمار في الذرة لاستخدامها في أغراض مدنية.

رابعا : التأكد من وجود إشعاعات نووية في المنطقة العربية منها مثلا الإشعاعات الناتجة عن الحروب التي شهدها العراق في العقود الثلاثة الماضية .

 

ويشكل اليورانيوم إحدى المواد التي غذت معدات الآلة الحربية التي استخدمت خلال هذه الحروب. وفي هذا السياق تدرج أيضا الإشعاعات التي لاتزال نشطة في منطقة الصحراء الجزائرية والتي لديها علاقة مباشرة بالتجارب النووية التي أجرتها فرنسا في المنطقة في ستينات القرن الماضي. كما تدرج في السياق ذاته إشعاعات مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب.