رفقاً بأرضنا

تفاقم ظاهرة الهجرات البيئية في العالم العربي

نشرت في:

يتوقع أن يصبح العالم العربي في العقود المقبلة منطقة من أهم المناطق التي ستشهد هجرات جماعية مكثفة بسبب التغيرات المناخية القصوى.

إعلان
 
السكان الرحل في البوادي والمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية يضرب بهم المثل لدى خبراء التنمية المستدامة لمحاولة تقديم فكرة واضحة وملموسة عن "نازحي المناخ" أو " مهاجري البيئة " في إشارة إلى أشخاص يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنقل باستمرار بحثا عن مراع لحيواناتهم نظرا لأن تربية الماشية هي مصدر الرزق الأساسي بالنسبة إلى هؤلاء السكان.
 
وفي الدراسة الجديدة التي أعدها فريق من الباحثين العرب وغير العرب تحت إشراف البنك العالمي حول أثر التغيرات المناخية في حياة السكان العرب، بدا واضحا من خلال السيناريوهات المتوقعة أن عدد السكان العرب الذين سيضررون اقتصاديا واجتماعيا جراء هذه المشكلة سيرتفع كثيرا لاسيما في ظل معطيين اثنين هما تزايد الحاجات الغذائية من جهة وتدهور الظروف المناخية من جهة أخرى.
 
ففي الجزائر مثلا أصبح من الصعب توسيع رقعة الأراضي المخصصة للزراعة لأسباب كثيرة منها تفاقم ظاهرة الانجراد والانجراف : انجراد أتربة الأراضي بسبب الرياح القوية وانجرافها بسبب الفيضانات.
 
 وفي مصر قدر عدد الذين سيتضررون جراء ارتفاع مستوى مياه البحر الأبيض المتوسط بمليوني شخص على الأقل وبخاصة في منطقة الدلتا. وهذا أمر يشكل خطرا على أوضاع مصر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية نظرا لأن هذه المنطقة كثيفة السكان وتعد خزانا من خزانات الإنتاج الزراعي الأساسية في البلاد. وحول الوضع اليمني يقول عبد الله نعمان أستاذ الموارد المائية في جامعة صنعاء إن سكان أرياف منطقة حضرموت ومدنها سيكونون في مقدمة ضحايا التغيرات المناخية القصوى خلال العقود المقبلة عبر تزايد فترات الجفاف وبسبب حدة الفيضانات في الوقت ذاته.
 
ويستدل على ذلك بالأضرار الاقتصادية والاجتماعية والبيئة التي طالت مدينة شبام ومحيطها منذ عام ألفين وثمانية أي منذ أن بدأت تتعاقب عليهما الفيضانات والجفاف.
 
ويخلص واضعو الدراسة إلى أن مهجري التغيرات المناخية القصوى عبر تفاقم مشكلة ندرة المياه في المنطقة العربية سيتراوح عددهم بين ثمانين مليون ومائة مليون شخص في غضون عام ألفين وخمسة وعشرين وأن الحد من هذه المشكلة يمر حتما عبر وضع خطط واستراتيجيات تنموية تأخذ في الحسبان ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية القصوى كمعطى أساسي في السياسات التنموية.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى