رفقاً بأرضنا

الغاز الصخري الجزائري: نعمة أم لعنة؟

نشرت في:

رخصت السلطات الجزائرية لمجموعة "شل" المتخصصة في استثمار المحروقات في حفر بجنوب البلاد الغربي للتنقيب عن الغاز الصخري. ولكن هناك اليوم تحفظا كبيرا لدى خبراء التنمية المستدامة تجاه الخطة الجزائرية المتعلقة بالغاز الصخري.

إعلان

 

 
 تراقب الجزائر هذه الأيام باهتمام كبير الجدل الذي يجري في فرنسا حول الدور الذي يمكن أن يضطلع به الغاز الصخري في الإستراتيجية الطاقاوية الفرنسية في المستقبل.ويعزى هذا الاهتمام أساسا إلى رغبة السلطات الجزائرية منذ سنوات في إعداد العدة لجعل هذا الشكل من أشكال الغاز الموجود بين ثنايا طبقات الصخور الجوفية مصدرا هاما من مصادر الطاقة في الجزائر.
 
بل إن السلطات الجزائرية ترغب اليوم في التعامل مع الغاز الصخري كإحدى ثروات البلاد الاقتصادية في غضون السنوات العشرين المقبلة. وتنطلق هذه الرغبة من عنصرين اثنين هامين هما أن الاقتصاد الجزائري لا يزال يعتمد أساسا على المحروقات وبخاصة النفط والغار الطبيعي بنسبة ستين بالمائة في ما يخص الموارد الجبائية وبنسبة  95في المائة من صادرات البلاد.
 
وترى السلطات الجزائرية أن الغاز الصخري يمكن أن يساعد في العقود الخمسة المقبلة في الحفاظ على دور المحروقات الأساسي في الدورة الاقتصادية باعتبار أنه سيعوض انخفاض كميات الغاز الطبيعي والنفط. وهو انخفاض تدريجي متوقع انطلاقا من عام 2025.
 
ولكن هذا الأفق الواعد الذي تنظر من خلاله السلطات الجزائرية بتفاؤل كبير إلى الاحتياطي الذي عندها من الغاز الصخري يعتبره حماة البيئة وخبراء التنمية المستدامة أفقا مسدودا ولعنة جديدة يشبهونها ب" لعنة النفط والغاز". وكانت هذه اللعنة نعمة في البداية لأنها سمحت للجزائر بعد الاستقلال بإرساء بنى البلاد التحتية. إلا أن توزيع عائدات النفط على الجزائريين لم يكن عادلا بل احتكرته فئة قليلة حتى أصبح النفط والغاز لعنة حالت دون تنويع مصادر الدخل.
 
وإذا كان حماة البيئة وخبراء التنمية المستدامة شبه متأكدين من أن استغلال جوف الأرض الجزائرية لاستخراج الغاز الصخري منها سيساهم بدوره في تضييق الخناق على عملية تنويع مصادر الدخل، فإنهم يحذرون من مغبة أثر رغبة السلطات الجزائرية في الاستثمار في هذا الغاز على البيئة والصحة في الجزائر.
 
فاستخراج كميات قليلة من الغاز الصخري يتطلب اليوم إحداث حفر عميقة في جوف الأرض والنفاذ إلى ثنايا الصخور لاستخراج غازها بواسطة كميات كبيرة من المياه والمواد الكيميائية. ويذكر هؤلاء بأن الجزائر بحاجة ماسة اليوم وغدا إلى كل قطرة ماء لتلبية حاجاتها المتزايدة في مجالات حيوية كثيرة منها الأمن الغذائي . وإذا كان للجزائر معين واحد قادر على حمايتها من مشكلة شح المياه فهو مياهها  الجوفية المتوسطة والعميقة. وبإمكان الجزائرأن تستمد هذا الاحتياطي المائي وقت الشدة. ولكنها أيضا قادرة على القضاء عليه من خلال تلويثه عبر الاستثمار في الغاز الصخري.

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى