نظرة الفرنسيين وأصحاب الشركات المتخصصة في تصنيع السيارات تتغير تجاه السيارة الكهربائية أو السيارة التي تعمل بمحرك هجين.
في فرنسا يشتكي المدافعون عن البيئة منذ سنوات من عزوف الشركات المتخصصة في صناعة السيارات وعزوف الفرنسيين عن شراء سيارات أقل تلويثا من السيارات التي تشغل بواسطة البنزين.
وكان لكلا الطرفين ونعني الشركات ومستخدمي السيارات حجج لتبرير عدم الاهتمام أكثر من اللزوم بالسيارة النظيفة. فأصحاب الشركات الكبرى كانوا يقولون إن التقنيات الحديثة لم تكن تسمح بتصنيع سيارات تعمل بالكهرباء أو ذات محركات تعمل تارة بالوقود الأحفوري وتارة أخرى بالكهرباء.
وأما مستخدمو السيارات من الذين لديهم رغبة في اقتناء هذه السيارات، فإنهم كانوا ولا يزالون يرددون أن أسعارها المرتفعة وصعوبة شحنها في كل الأماكن عاملان أساسيان من عوامل عدم الإقبال على شرائها.
ولكن يبدو أن هذه الصورة بدأت فعلا تتغير عما كانت عليه. ويبدو أن السيارة الكهربائية أو ذات المحرك الهجين بدأت تشق فعلا طريقا بثبات في فرنسا. وهو ما تدل عليه مثلا بعض أرقام السيارات خلال العام الماضي والتي كشف عنها هذا الأسبوع.
فعدد مبيعات السيارات الكهربائية ارتفع بنسبة 42 في المائة عما كان عليه العام قبل الماضي. بل إن مبيعات السيارات التي تعمل بمحرك هجين ارتفع عددها بنسبة 50 في المائة.
ولقائل أن يقول إن هذه النسبة تظل محدودة جدا لأن عدد هذه السيارات التي تلوث أقل بكثير من السيارات التي تشغل بالبنزين لا يتجاوز في أقصى الحالات مائة ألف سيارة، بينما بلغ عدد مجمل السيارات التي بيعت في فرنسا العام الماضي مليونا وسبع مائة وتسعين ألف سيارة.
وبرغم كل ذلك هناك اليوم شبه إجماع لدى أصحاب الشركات الفرنسية المتخصصة في صناعة السيارات على أن استثمار كثير من المؤسسات العامة والخاصة في السيارة النظيفة من جهة واعتمادها من جهة أخرى جزءا من منظومة النقل العام في مدن كثيرة منها باريس وليون عاملان هامان من العوامل التي ستدفع مستخدمي السيارات في المدن بشكل خاص على اختيار هذه الطريق.
لاسيما إذا انخفضت أسعار السيارة الكهربائية في المستقبل وطور المصنعون فيها أنظمة التشغيل والصيانة ومنحوا راكبيها شعورا بأنهم مرتاحون وبأنهم شركاء في المساعي الرامية إلى الحد من عوادم محركات السيارة التقليدية المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك