رفقاً بأرضنا

الاستعانة بالطبيعة للحد من بطشها

نشرت في:

يستمدون الهولنديون جانبا من إستراتجيتهم الرامية إلى التكيف مع عواقب التغيرات المناخية القصوى من فكرة يقول أصحابها إن الاستعانة بالطبيعة تساعد على الحد من غضبها وبطشها أحيانا.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

إذا كانت البلدان العربية ترغب اليوم في إعداد استراتيجية واعدة لمواجهة الأعاصير والتسوناميات والحد من انعكاسات ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات على المناطق الساحلية، فعليها مثلا إرسال عدد من طلبتها ومهندسيها للتعلم في الجامعات الهولندية أو لتلقي دورات تدريبية فيها. هذا ما ينصح به كل الذين اطلعوا على التجربة الهولندية في مجال الاستعداد بشكل علمي وعملي للتغيرات المناخية القصوى وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
 
فقد كان الهولنديون من أوائل الشعوب التي نجحت في تجفيف مستنقعات وبرك وأماكن رطبة أخرى إلى مروج ومزارع ومصانع ومدن بأكملها. ثم انخرط الهولنديون في مساع كثيرة تهدف إلى صياغة طرق اصطناعية للحد من مضاعفات ارتفاع منسوب مياه البحر على هذه المروج والمزارع والمصانع والمدن. ولكنهم اهتدوا إلى أن بعض هذه الطرق مفيد وناجع وإلى أن بعضها الآخر غير مجد للحيلولة دون رجوع المياه إلى أمكان تم تجفيفها، وكان يعتقد أنها ستظل كذلك إلى الأبد.
 
أما المرحلة الحالية التي وصل إليها الهولنديون في تعاملهم مع غضب الطبيعية عبر الأعاصير والتسوناميات والفيضانات، فإنهم يقيمونها اليوم على تجارب لا تشكل هولندا وحدها مختبرا لها، بل إن مختبرها هو العالم كله . ومن دروس هذه المرحلة التي لا تزال في طور الإنجاز أن إقامة كثبان من رمال المناطق الساحلية وصخورها على طول السواحل عملية تساعد كثيرا في الحد من تآكل المناطق الساحلية بسرعة.
 
من دروس هذه المرحلة أيضا أن الزراعات المائية وسيلة ناجعة لتحقيق الهدف ذاته. وبين هذه الزراعات مصايد المحار. بل لوحظ أن هذه المصايد التي تقام قرب المناطق الساحلية تشكل في الوقت ذاته حاجزا طبيعيا يخفف من وطأة الأعاصير على السواحل ووسيلة ناجعة لتنقية جزء من مياه البحار من الشوائب العالقة بها. ومن الزراعات الملحية القادرة بدورها على الحد من غضب البحار والمحيطات بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى انطلاقا من تجارب الهولنديين في بلادهم وفي بلدان أخرى أشجار "المانجروف" ونبتة "الساليكرونيا".

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى