ياحبذا لو أدرجت التغيرات المناخية القصوى في عوالم الإبداع العربي الجديد النثري والشعري، لأن مقارنة النصوص الجديدة بالنصوص القديمة من شأنها إثراء نقاش مفيد في المدارس والمنتديات والنوادي الأدبية والجامعات ينمي ثقافة التلاميذ والطلبة وعامة الناس أيضا عبر وسائل الاتصال التقليدية والحديثة بشأن المفاهيم البيئية.
هذه الدعوة بدأت تطلق اليوم من قبل بعض المربين الذين ينشطون في المنظمات غير الحكومية التي تعنى بقضايا البيئة. وفي هذا السياق يذكر هؤلاء المربون مثلا بقصيدة شعرية تعد من أفضل النتاج الشعري القديم حول قدوم فصل الربيع. وهي للشاعر العراقي صفي الدين الحلي الذي ولد عام 1276 وتوفي عام 1349.
يقول الحلي في مطلع هذه القصيدة
ورد الربيع فمرحبا بوروده
وبنور بهجته ونور وردوه
وبحسن منظره وطيب نسيمه
وانيق ملبسه وطيب ووشي بروده
فصل إذا افتخر الزمان فإنه
إنسان مقلته وبيت قصيده
يغني المزاج عن العلاج نسيمه
باللطف عند هبوبه وركوده
يقول المربون الذين يعنون بالبيئة إن مطلع هذه القصيدة لو كتبه شاعر من شعراء اليوم في البلدان العربية أو في بلدان أخرى تطالها ظاهرة التغيرات المناخية القصوى يمكن أن يكون مطلعها على الشكل التالي : "ورد الربيع لا مرحيا بورده "لسبب بسيط هو أن إزهار الأشجار في كثير من المدن وضواحيها الملوثة ينغص على كثير من الناس حياتهم بدل أن يسروا بقدوم الربيع لأن ارتفاع الهواء الملوث يساهم في احتداد ظاهرة الحساسية لدى كثير من الناس لاسيما المسنين والأطفال.
وخلافا لما ورد في هذه القصيدة من ابتهاج الطيور بقدوم الربيع ، فإن كثيرا من الكائتات الحية منها الطيور المهاجرة تعودت على استخدام فصول السنة لوضع رزنامة دقيقة لرحلاتها عبر المناطق والبلدان والقارات أحيانا من خلال انعكاس هذه الفصول على الطبيعة . ولكن تداخل الفصول اليوم بين بعضها البعض وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معهود في فصل الشتاء يسرعان أحيانا عملية الإزهار، فينعكس ذلك سلبا على ساعة الطيور البيولوجية وعلى المزروعات أيضا لأن فترات الجليد غير المتوقعة قادرة أحيانا على تمدير الثمار وهي في بدايات تكونها.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك