رفقاً بأرضنا

التلوث والجرأة ساعدا حزب "الخضر" الفرنسي على الثبات

نشرت في:

قبيل الانتخابات البلدية الفرنسية التي جرت دورتها الأولى يوم الثالث والعشرين وستجري دورتها الثانية يوم الثلاثين من شهر مارس-الجاري، كان كثير من المحللين السياسيين يعتبرون أن التحالف الذي أقامة الحزب الاشتراكي مع حزب "الخضر" الفرنسي قبيل الانتخابات الرئاسية الماضية، قد وصل فعلا إلى مرحلته الأخيرة لعدة أسباب منها أن الحزب الاشتراكي ليس بحاجة إلى نواب الخضر في البرلمان وأن الرئيس الفرنسي ليس مضطرا إلى الإبقاء على الوزيرين التابعين لحزب "الخضر" في الحكومة الحالية بعد تعديلها في أعقاب الدورة الثانية من الانتخابات البلدية.

الصورة من ويكيميديا
إعلان

ومن المآخذ التي كان الحزب الاشتراكي يأخذها على حزب الخضر بنوابه ووزيريه أنه مشاكس وغير منضبط وأن وزنه في الخارطة السياسية لا يكاد يذكر. ولكن نتائج الدورة الأولى من الانتخابات البلدية من شأنها حمل الحزب الاشتراكي الحاكم على إعادة النظر في موقفه من حزب "الخضر" لأن الاشتراكيين يحتاجون اليوم إلى الخضر لمحاولة الحد بعض الشيء من خسارتهم في أعقاب هذه الانتخابات. فجرأة الخضر وحرصهم على إظهار تمسكهم باستقلالية قرارهم دفعاهم إلى تقديم مرشحين مستقلين أو متحالفين مع أحزاب يسارية غير الحزب الاشتراكي في مائتين وخمس عشرة مدينة.

وقد أحرز هؤلاء المرشحون في غالبيتهم نسبة من الأصوات تقارب العشرة في المائة أو تتجاوزها. بل تمكن مرشح الخضر في في مدينة غرونوبل إحدى مدن فرنسا الكبيرة على الحصول على قرابة ثلاثين في المائة من أصوات الناخبين في أعقاب الدورة الأولى، متقدما بذلك على مرشح الحزب الاشتراكي الذي حصل على 25 فاصل واحد وثلاثين في المائة. وليس غريبا أن يفوز الخضر بهذه المدينة في أعقاب الدورة الثانية بمساعدة الاشتراكيين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إبرام تفاهم مع أحزاب يسارية أخرى ومع حزب الخضر لأنهم بحاجة إلى أصوات ناخبيها. وإذا كان الحزب الاشتراكي حريصا على الاحتفاظ بإدارة بلدية باريس، فإنه مضطر أيضا إلى التودد إلى حزب الخضر لتحقيق هذا الغرض.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى