رفقاً بأرضنا

حصاد قمة المناطق العالمية حول المناخ

نشرت في:

تختلف قمة المناخ العالمية التي عقدت مؤخرا في باريس في منهجية عملها ونتائجها عن كثير من القمم العالمية المخصصة لظاهرة الاحتباس الحراري وسبل التصدي لها والتكيف معها.

الصورة من إذاعة فرنسا الدوليةRFI
إعلان
أهم استنتاج توصلت إليه قمة المناطق العالمية التي عقدت يومي العاشر والحادي عشر من شهر أكتوبر –تشرين الأول الجاري في باريس حول المناخ، هو التأكيد على أن معالجة كثير من المشاكل البيئية التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري أمر ممكن على المستوى المحلي.
 
من أهم هذه المشاكل تلك التي تتعلق بجمع النفايات المنزلية والتخلص منها وإعادة تدوير ما هو قابل للتدوير فيها. وهذا مثلا حال التجربة التي تقدوها حاليا منظمة " أر 20 " غير الحكومية مع منطقة وهران الجزائرية.
 
ما هو إيجابي في هذه التجربة هو توصل هذه المنظمة غير الحكومية إلى مساعدة ولاية وهران الجزائرية على الحد من الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تفرزها النفايات المنزلية إذا لم تجمع وتعالج بسرعة.
 
كلما تأخرت عملية جمع هذه النفايات والتخلص منها بطرق تحترم فيها الاعتبارات البيئية، تعفنت وأفرزت غازات سامة من أهمها غاز " الميثان" الذي هو أكثر خطرا على الجو من غاز ثاني أكسيد الكربون.
 
من النتائج الجيدةالأخرى  التي تمخضت عنها قمة باريس العالمية حول طرق التصدي للتغيرات المناخية القصوى في المدن والقرى والأرياف، أنها كشفت عن تجارب ناجحة في عدة بلدان  تتجاوز حدود التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتشرك أطرافا عديدة أخرى منها المؤسسات الراغبة في الاستثمار في الاقتصاد الأخضر والجامعات، ومؤسسات البحث العلمي، والطلبة الذين لا يزالون يدرسون.
 
يتضح من خلال نتائج هذه الشراكات المتعددة الأطراف، أنها أكثر فاعلية  من التجارب التي تقودها الحكومات في كثير من الأحيان.
 
 
من ميزات هذه القمة أنها تخطت منهجية العمل التي دأب عليها المشاركون في قمم المناخ العالمية والتي تؤخذ عليها عدة مآخذ، من أهمها أن ممثلي الدول المشاركة فيها يساهمون فيها عادة بخطابات تبدأ بدق ناقوس الخطر الذي يدق منذ سنوات بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري. 
 
يحرص كل ممثل من ممثلي الدول من خلال هذه القمة على إبراز الجهود التي تبذلها دولته للتصدي للظاهرة . وتنتهي الخطابات بشكل عام بتوجيه نداء إلى الأسرة الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه احتداد الظاهرة.
 
الحقيقة أن قمة المناطق العالمية حول المناخ لم تشذ عن قاعدة توجيه نداءات إلى الأسرة الدولية، ولكن عددا من هذه النداءات استحسنته المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالبيئة، ومنها واحد يدعو إلى إصدار تقرير مرحلي مفصل عما يتحقق وما لا يتحقق في ما يخص التزامات كل بلد بشأن التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، وشرح أسباب ذلك بشكل دقيق حتى لا تظل الالتزامات مجرد كلام معسول.  

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى