رفقاً بأرضنا

علاقات الصداقة والعداء بين البيئة والطائرات بدون طيار

نشرت في:

بالرغم من أن السلطات الفرنسية ظلت خلال الأيام الأخيرة تقلل من شأن مخاطر تحليق طائرات صغيرة الحجم ومجهولة الهوية فوق عدد من المفاعلات النووية الفرنسية، فإن خبراء الذرة والناشطين في منظمة "غرينبيس" التي تعنى بالبيئة يرددون منذ أيام أن هذه المخاطر حقيقية وليست فرضية. ويقول هؤلاء إنه بإمكان هذه الطائرات الصغيرة الحجم بدون طيار أن تحمل شحنات قادرة على إلحاق أضرار بمباني المفاعلات النووية المخصصة لإيواء أحواض مائية يخزن فيها الوقود المستهلك.

الصورة من رويترز
إعلان

ويذكر خبراء الذرة بأن هذه الأحواض تحتوي على درجات عالية من الإشعاعات النووية وأن الإضرار بالمباني التي تؤويها من شأنها السماح لجزء من الإشعاعات على الأقل بالانطلاق في الفضاء وتلويث الجو.

وإذا كانت الطائرات بدون طيار قد أثبتت جدواها في الحروب الجديدة، فإنه بالإمكان استخدامها مبدئيا لإلحاق أضرار كبيرة بالبيئة لاسيما من قبل أشخاص أو مجموعات ترغب في الإساءة إلى البيئة لتحقيق أغراض كثيرة. فالعصابات المتخصصة في الجريمة المنظمة تستخدم اليوم مثل هذه الطائرات لتهريب المخدرات وإضرام النار في بعض أجزاء هذه الغابة أو تلك لتحويل أنظار الأجهزة الأمنية عنها وعن أنشطتها في أجزاء أخرى.

ومع ذلك، فإن الخدمات التي تقدمها الطائرة بدون طيار إلى البيئة وتلك التي يمكن أن تقدمها إليها في المستقبل متعددة ومنها مثلا استخدامها للوقاية من حرائق الغابات والمساهمة في إطفائها بشكل ناجع. وهي تستخدم لمراقبة السدود والوقاية من الفيضانات التي قد تتسبب فيها عند هطول الأمطار بشكل غزير ومفاجئ. كما تستخدم الطائرة بدون طيار لجمع معلومات دقيقة من السماء عن المزارع لتحديد الأماكن التي تحتاج فيها إلى الري أكثر من غيرها أو لتحديد أماكن انتشار الأعشاب الطفيلية أو الأماكن التي تنشر فيها بعض الأمراض. وتستخدم الطائرة بدون طيار أيضا للمشاركة في رش هذه الأماكن بمبيدات وأسمدة كيمائية بكميات أقل بكثير من تلك التي تنثر عبر الآلات والمعدات التقليدية المخصصة لذلك. واتضح أن كلفة استخدامها في هذه الأغراض أقل بكثير مما هي عليه الحال لدى استخدام معدات أخرى منها الطائرات العمودية.

وهناك آفاق واعدة أخرى لتطوير استخدام الطائرة بدون طيار في مجال العملية التنموية المستدامة. ومن هذه الاستخدامات المستقبلية تزويد سكان المناطق النائية بالأدوية.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية