في جنوب المملكة المغربية تجربة تعدّ الأولى من نوعها في بلدان المغرب العربي في ما يخص تقنية تستخدم منذ عقدين تقريبا وتساعد على الاستفادة من الضباب الذي يصل إلى بعض المرتفعات. وقد أثبت هذه الطريقة جدواها في كثير من مناطق معروفة بشح مياهها، ومنها تلك التي تقع مثلا في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وفي نيبال ونامبييا وجنوب إفريقيا.
إعلان
في إقليم سيدي إفني المغربي ذي المناخ الجاف والواقع في جنوب المملكة المغربية والمطل على المحيط الأطلسي، أطلقت في شهر مارس-آذار الماضي أول التجارب الرامية إلى الاستفادة من مياه الضباب الذي يصل إلى مرتفعات المنطقة على امتداد فصول السنة. ومما يساعد على الاستفادة إلى حد كبير من هذا الضباب للحصول على مياه الشرب أو مياه تستخدم لسقي بعض المزروعات في المنطقة ثلاثة عوامل هي التالية :
-أولا: "مرتفع الأصور" إحدى مناطق الضغط الجوي العالمية المعروفة بهوائها الجاف ورياحها المنخفضة.
ثانيا : تيارات المحيط الأطلسي الباردة
ثالثا: المرتفعات الكثيرة المطلة على المحيط الأطلسي والتي يصل الضباب إليها باستمرار ويظل محبوسا فيها.
يتم اللجوء إلى تقنية استنبطت في جامعة سانتياغو الشيلية قبل حوالي عشرين عاما لالتقاط حبيبات الماء الواحدة بعد الأخرى من الضباب الذي يغطي هذه المرتفعات.
ويستفيد من هذا الماء الذي يجمع في خزانات خاصة سكان خمس قرى تقع كلها في إقليم سيدي إفني. وهم مرتاحون كثيرا لهذه المبادرة التي سمحت لهم بتحقيق فوائد كثيرة منها خفض تكلفة الحصول على مياه الشرب وكسب كثير من الوقت، لاسيما وأن اقتناء الماء كان يفرض على النساء في غالب الأحيان قطع مسافات لمدة أربع ساعات كل يوم.
يعيش سكان هذا الإقليم بشكل خاص على استخراج الزيوت من شجرة الأرغان. ويقول بعضهم إن ما يعجبه في هذه التجربة أنها أثبتت أن بيع لتر واحد من زيت الأرغان يكفي لتسديد تكلفة مياه الضباب في السنة، وأن الشباك المخصصة لحصاد ندى الضباب تصنع اليوم في المغرب بمساعدة الألمان.
تجدر الإشارة إلى أن تقنية جمع ندى الضباب وتحويله إلى مياه تصلح للشرب وسقي المزروعات مستمدة من طريقة تشكل ندى الأزهار والمزروعات أو قطرات الماء التي تتكون فوق شباك العنكبوت والتي يروي منها عطشه.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك