في فرنسا اليوم جدل حاد تحولت بعض فصوله إلى أمر يشبه الحرب . وأما أهم أطراف هذه الحرب فهي خمسة وهي الذبابة الآسيوية والكرز ومبيد حشري يسمى " الديماثوات" والمزارعون الفرنسيون والحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي والمستهلكون وحماة البيئة.
إعلان
أما هذه الحشرة فإنها تنتمي إلى ما يسمى " الكائنات الغازية" أي التي تجتاح مواطن غير مواطنها الأصلية لأغراض شتى. وقد لأول مرة في اليابان عام 1916 ثم غزت مناطق العالم كلها تقريبا. ووصلت إلى أوروبا قبل عشر سنوات تقريبا. ومن خاصياتها أنها شر مستطير يطال عديد الثمار وبخاصة ثمار الكرز عندما تكاد أن تينع.
وأما مبيد "الديماثوات" الحشري الكيميائي فهو المبيد الوحيد القادر اليوم على السماح لمزارعي أشجار الكرز من التخلص من هذه الذبابة في فرنسا. ولكن السلطات الفرنسية منعت استخدام هذا المبيد الحشري منذ فبراير الماضي لأن أضراره على الصحة البشرية وعلى البيئة كبيرة.
وقد أثار القرار حفيظة هؤلاء المزارعين إلى حد أن عددا منهم أصبح يتعمد فعلا قطع أشجار الكرز ليعبر عن غضبه إزاء قرار السلطات الفرنسية. واستخدم البعض الآخر حججا أخرى لمحاولة الإيعاز إلى الحكومة في التراجع عن قرار ومنها مثلا أن هناك بلدانا أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي لا تزال تستخدم هذا المبيد وبالتالي فإنه يحق لها ما لا يحق لفرنسا.
وهذا أمر غير معقول حسب المزارعين الفرنسيين لاسيما إذا كانت أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي بينها إسبانيا يتهيئون لتصدير منتجاتهم إلى فرنسا على حساب مصالح المزارعين الفرنسيين.
وطالب بعض المزارعين من الذين يحرصون على أكل الكرز الوقوف إلى جانبهم في هذه الحرب. وحاولوا الضغط عليهم بشكل غير مباشر بالتأكيد على أن عدم عدول السلطات الفرنسية عن القرار سيؤدي إلى رفع سعر الكرز إلى أكثر من خمسين يورو بالنسبة إلى الكيلوغرام الواحد وإلى انقراض أشجار الكرز من فرنسا
ولكن حماة البيئة على الداعين دعوا الحكومة لعدم العدول عن القرار وقالوا إنه إذا كانت مادة "الديماثوات" سما قاتلا بالنسبة إلى التنوع الحيوي والصحة البشرية و الحيوانية، فإن عدم أكل الكرز لا يتسبب في أي ضرر للبيئة والمستهلكين.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك