الثروة الحرجية تستفيد من الثورة التكنولوجية

الصور التقليدية المعروفة في فرنسا وسائر بلدان المتوسط الأخرى عن طرق استغلال الغابات المتوسطية معروفة. وبينها مثلا صور عمال يتسلقون هذه الشجرة أو تلك بواسطة أحزمة وثياب تذكر بتلك التي يحملها أو يضعها متسلقو الجبال الصخرية أو المكسوة بالثلوج. من هذه الصور أيضا تلك التي تظهر مجموعة من العمال متحلقين حول أسفل جذع شجرة ليقطعوه. وعند اقتراب سقوط الشجرة، يهرب هؤلاء بعيدا مخافة أن تسقط عليهم الشجرة المقطوعة.

كل هذه الصور ستصبح عما قريب جزءا من أرشيف استغلال الثروات الحرجية حسب أنماط وطرق وأساليب وضعت مع بداية الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر. فقد بدأ اليوم تطوير آلات حديثة بالإمكان التحكم فيها انطلاقا من جهاز كمبيوتر لجعلها تقطع هذه الشجرة أو تلك في بضع دقائق وتجمعها في شكل قطع متعادلة أو مختلفة في أحجامها وفقا لما يطلبه الراغب في استغلال خشب الشجرة المقطوعة.

أما في ما يتعلق بغراسة أشجار الغابات، فقد صنعت آلات حديثة هي الأخرى تشبه الجرارات وتتولى بنفسها حفر المواضع التي تغرس فيها الأشجار. كما تتولى هذه الجرارات وضع الشجيرات التي يراد غرسها في الحفر وردم الأماكن المفتوحة من حول الشجيرات المغروسة وسكب الماء عليها. ومن الآلات المستخدمة اليوم في فرنسا في هذا الشأن واحدة قادرة على غرس مساحات تتراوح بين خمسة هكتارات وسبعة في اليوم الواحد مقابل هكتار ونصف هكتار إن تعلق الأمر بالطرق التقليدية التي كانت مستخدمة للغرض ذاته حتى الآن. وينتظر في مستقبل قريب أن تتولى طائرات بدون طيار كل هذه العمليات بشأن الغابات الشاسعة التي يصعب إدخال آلات إليها. وسيتسنى مثلا عبر هذه الطريقة زرع أشجار قادرة على الثبات أكثر أمام الجفاف والحرائق وقادرة على النمو بسرعة.

بل إن تطبيقات تم التوصل إليها عبر الثورة التكنولوجية الحديثة تسمح اليوم بإدارة عدة عمليات لديها علاقة باستغلال الثروات الحرجية أي الغابية بواسطة جهاز الكمبيوتر وبالاعتماد على نماذج رياضية تم وضعها من خلال الاعتماد مثلا على الطائرات بدون طيار وعلى الأقمار الاصطناعية. وفي هذا السياق تندرج مثلا عمليات تحديد المواضع المستهدفة أكثر من غيرها للزوابع أو البرد أو الحرائق.