رفقاً بأرضنا

رفقا بالذباب

نشرت في:

يساهم الذباب في تلقيح عدد من المزروعات منها أشجار الكاكاو بشكل خاص. ومن ثم فإن خبراء التنوع الحيوي يدعون اليوم للعمل على اتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون انخفاض أعداد كثيرة من الحشرات الملقحة ولا سيما الذباب إلى حدود تسيئ إلى التوازن البيئي وتنعكس سلبا على المحاصيل الزراعية.

ذبابة (Pixabay)
إعلان

تخلص كل التقارير والدراسات العلمية التي نشرت مؤخرا في فرنسا إلى انحسار أنواع كثيرة من الطيور التي تعيش في الطبيعة إلى حد الثلث خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة. يعزى ذلك إلى عدة أسباب منها المخاطر المتزايدة المحدقة بالذباب وحشرات أخرى هي أحد مصادر الغذاء الأساسية بالنسبة إلى هذه الطيور.

وكانت دراسة ألمانية قد أفادت في شهر أكتوبر – تشرين الأول عام 2017 إلى أن أعداد الحشرات التي تطير في دول الاتحاد الأوروبي قد تقلصت بنسبة تصل أحيانا إلى ثمانين في المائة لعدة أسباب منها الأسمدة الكيميائية المستخدمة في المجال الزراعي وانعكاسات التغير المناخي.

ومن حق الكثيرين أن يفرحوا وأن يهللوا لانخفاض أعداد الذباب هنا وهناك بسبب الأمراض التي ينقلها إلى الإنسان والحيوان والمتاعب اليومية الأخرى التي يتسبب فيها للإنسان والحيوان لاسيما في المناطق الريفية خلال فصلي الصيف والخريف.

ومع ذلك، فإن خبراء التنوع الحيوي في البلدان الأوروبية أصبحوا منذ سنوات ينتهزون فرصة إحياء اليوم العالمي للتنوع الحيوي والذي يوافق الثاني والعشرين من شهر مايو -أيار للتأكيد على أنه بقدر ما تبدو الوقاية من الأمراض التي ينقلها الذباب أمرا ضروريا، بقدر ما هناك مصلحة لدى الإنسان في ألا يختفيَ الذباب مرة واحدة من كوكب الأرض نظرا للخدمات المتعددة التي يقدمها للتنوع الحيوي والإنسان أيضا.

فكثير من الطيور المهاجرة وغير المهاجرة والحيوانات الأخرى التي تلعب دورا أساسيا في التوازن البيئي وفي الحفاظ على التنوع الحيوي وإثرائه تعيش أساسا على الذباب، وبالتالي فإن اختفاء الذباب أو انخفاض أعداده بشكل مفرط يُلحق بهذه الطيور والحيوانات أضرارا جسيمة.

ويُذَكِّر خبراء التنوع الحيوي بأن الذباب يساهم في تلقيح عدة مزروعات وأنه يضطلع بالدور الأساسي في هذه العملية بالنسبة إلى أشجار الكاكاو التي يتوقف عليها إنتاج الشوكولاتة في العالم. وهم يُقرون بأن الذباب ناقل لكثير من الأمراض ولكنه يساهم في الوقت ذاته في الحد من انتشار أوبئة فتاكة من الأماكن التي تُلقى فيها النفايات المنزلية في كثير من الأحيان في البلدان النامية قرب الأحياء السكنية أو حتى في داخل هذه الأحياء. فالذباب يعيش على بقايا الأطعمة التي يرمى بها ضمن هذه النفايات ويحد من تآكلها وتحولها إلى مصدر للروائح الكريهة.

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية