ماهر نقيب ،محاضر وأستاذ جامعي تركي، يتحدث عن دلالات المشاركة التركية في اجتماع الرباط حول الوضع في سوريا في ضوء المواقف المتشددة لأنقرة في الآونة الأخيرة حيال نظام الرئيس بشار الأسد.
إعلان
ما هي الدلالات التي يحملها انضمام تركيا إلى الاجتماع العربي في الرباط اليوم؟
تركيا ليست طبعاً دولة عربية، لكن لها صفتيَن مهمتَين : أولاً هي دولة مسلمة وتهتم بقضايا الدول الإسلامية ككل، ثانياً هي من أهم البلدان المجاورة لسوريا.
من ناحية أخرى، السياسة الخارجية الحالية لتركيا لا تشبه السياسات الخارجية السابقة. فالحكومة الحالية تحاول أن تبني علاقات إيجابية مع جميع الدول المجاورة، لذا فإن مشاركتها في اجتماع الرباط غير عادية وضرورية.
لكن لهذه المشاركة دلالاتها، لا سيما وأنها تأتي في وقتٍ أعقب قراراً تاريخياً للجامعة العربية.
تركيا دولة ديمقراطية وتبحث عن نتائج عملية وملموسة للمشاكل، ولديها مشكلة كبيرة مع " حزب العمّال الكردستاني" حالياً. وقد كتبت صحف ومصادر عربية كثيرة عن عزم الحكومة السورية على دعم " حزب العمال الكردستاني". حتماً ستكون النتائج سلبية في حال تم التأكد من هذا الأمر الذي يتم سواء علناً أو سراً.
هل تعتبر بأن موقف تركيا من المسألة السورية له علاقة بحزب العمّال الكردستاني، أكثر مما له علاقة بالشعب السوري وما يعاني منه حالياً ؟
بالطبع، لا يشكّل " حزب العمال الكردستاني" المادة الأولى من الأجندة التركية، وإنما الحركة التحررية الديمقراطية في سوريا وطريقة تعامل النظام السوري مع شعبه، يأتيان بالدرجة الأولى.
وبحسب تصريحات الجهات التركية، دور تركيا كان ولا زال إيجابياً إزاء حركات التحرر والديمقراطية التي ظهرت في البلدان العربية مثل تونس ومصر وليبيا. إذ اهتمت تركيا بهذه الحركات التحررية وأرسلت رئيس وزرائها إلى هذه الدول، كما أنها فتحت أبوابها للآجئين السوريين. فهناك الآلاف من السوريين حالياً في تركيا.
دعمت تركيا قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وهدّدت باتخاذ عقوبات من جانبها حيال النظام السوري. هل هذا يعني أنها قد تدعم أيضاً قرارات دولية أكثر تشدداً ضد هذا النظام ؟
طبعاً، وهذا إنما هو دليل واضح جداً على أن تركيا تحاول أن تقف إلى جانب الشعب السوري بدلاً من النظام الموجود حالياً.
يجب ألا ننسى أيضاً أنه قبل أن تتدخل جامعة الدول العربية في الشأن السوري، كانت تركيا هي الأولى التي اتخذت مواقف منذ الآونة الأولى لاندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا، محاولة التوسط مع النظام السوري وجاهدة لإقناعه وإقناع الرئيس بشار الأسد وباقي المسؤولين فيه بأن يتصرفوا بحكمة وإيجابية تجاه حركة التظاهرات هذه.
وستكون تركيا فعّالة جداً أيضاً في تطبيق القرارات ضد النظام السوري في المرحلة الحالية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك