عندما لا تعود تنجع بشيء الأدوية الخاصة بالباركنسون لتخفيف الرعاش وتصلّب الأطراف، تصبح الجراحة أمرا مطروحا.
منذ أربعينيات القرن الماضي، بدأ الأطباء المتخصّصون بالجراحة العصبية باستخلاص خزعة من الدماغ باستخدام يدويا إبرة شعرية-رفيعة يتمّ توجيهها بدقّة تصويب حسابية عالية Stereotactic Surgery وكانت حينها تُستخدم هذه العملية لعلاج الألم وداء باركنسون ولعلاج الأمراض النفسية بشكل واسع. ثمّ، تطوّرت مع الزمن الجراحة التصويبية المجسّمة بتقنية الأبعاد الثلاثية بفضل علم الحاسوب Stereotactic Surger Computer-Assisted لينحصر اليوم نطاق استعمالها في ثلاث نقاط رئيسية تستدعي اللجوء إليها هي:
- التعرّف على طبيعة سرطانات الدماغ أو على طبيعة الأورام الدِبقيّة Gliomas التي تتواجد في مناطق يصعب الوصول إليها. تساهم عندها الجراحة التصويبية المجسّمة في إنجاح مهمّة أخذ الخزعة Biopsy عبر الشفط بالإبرة الرقيقة لدراستها في المختبر ووضع التشخيص اللازم.
- مداواة مرض الباركنسون أو غيره من الأمراض العصبية-الحركية بطريقة "الحث العميق للدماغ Deep Brain Stimulation " التي يقوم فيها جهاز طبي كناية عن بطارية مزروعة في الدماغ لتهدئة رعاش المريض عن طريق إرسال نبضات كهربية للمراكز الحركية.
- حساب بدقّة متناهية وبجلسة واحدة أين هو موقع المناطق الدماغية التي تحتاج إلى علاج إشعاعي خارجي stereotactic external-beam radiation therapy، أو أين تقع البؤرة الدماغية التي تحتاج إلى زرع مواد مُشعّة داخل الدماغ ما يُعرف بعملية Internal radiation therapy.
إنّ نسب الشفاء من مرض الباركنسون بفضل الجراحة الروبوتية-التصويبية المجسّمة بتقنية الأبعاد الثلاثية هي عالية جدا وتُمكّن مرضى الرعاش إلى التخلّص النهائي من الحركات اللاإرادية ومن تصلّب الأطراف ومن الإعاقة. إلاّ أنّ كلفتها في غياب وثيقة التأمين الصحي والضمان الطبّي تصل إلى 25 ألف دولار تقريبا.
ضيف "صحّتكم تهمنا" فواز أسعد، الأستاذ الدكتور في الجراحة العصبية في مدينة دوسلدورف الألمانية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك