المفصل المحوري في تكوين الشخصية السوية لدى الطفل يأخذ بعده الهام انطلاقا من نوعية التنشئة التي تلقّاها الطفل في كنف عائلة معزّزة لديه مشاعر الطمأنينة في جو إيجابي مشبع بالمحبة المتوازنة والدفء الأسري.
إعلان
إلا أنّ هناك بعض أساليب التنشئة الأسرية المعرقلة والمعيقة للنمو النفسي-العاطفي لدى صغارنا مثل أسلوب الرعاية والحماية الزائدة عن الحدّ الطبيعي La surprotection pédagogique . غالبا ما يتناسى بعض الأهالي مقولة أنّ "الطفل المضطرب يُصنع ولا يولد" إذ من حرصهم الشديد على تطبيق مبادئ التربية الصالحة يغالون في حماية الطفل من خلال الإفراط في الخوف عليه والتدخّل في كلّ شاردة وواردة فينعدم ميله للمبادرة ويغدو أكثر انسحابية في المواقف الاجتماعية التي تتطلّب التكيّف والتوافق والاستقلالية.
إضافة إلى ذلك فإن الأساليب التربوية الدفاعية التي تصل مظاهرها إلى الخوف الشديد والقلق المبالغ والاحتضان الزائد من قبل أحد الوالدين أو كليهما تولد مشاعر عدم الطمأنينة لدى الطفل وينعكس تأثيرها السلبي على بقية مراحل حياته. حسبما أدلت به لمونت كارلو الدولية خبيرة الطفولة السعيدة كاترين غيغين، إنّ الأساليب التربوية-المذلّة هي سيّئة جدا وتمهّد لظهور اضطرابات سلوكية متمثّلة في العدوانية والقلق والإكتئاب والإنحراف والإدمان على المخدّرات والكحول.
ومما شدّدت عليه غيغين في مقابلة خاصة هو أنّ لصناعة إنسان ناضج وعاقل نحتاج خمسة وعشرون عاما من التنشئة المتروية ما يعني أنّ التحلّي بالصبر وبالقدرة الفطرية على تفهّم شخصية أطفالنا .(Avoir de l’empathie) كي لا يضيق أفق الحرية والاستقلالية لدى الطفل بسبب التربية الخاطئة، إلى أين تقود التنشئة القائمة على أسلوب الحماية الزائدة ؟ تجيب عن هذا السؤال Catherine Guéguen، الدكتورة الاختصاصية في طبّ الأطفال والخبيرة في التربية المتوازنة وكاتبة مؤلّف "من أجل طفولة سعيدة" « Pour une enfance heureuse » (Robert Laffont, 2014)
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك