راح ينمو في السنوات القليلة الماضية تيّار العيش حسب شروط النظام الغذائي النباتي الصرف vegan movement الذي يعمل للدفاع عن حقوق الحيوانات والرفق بهم وعدم قتلهم واستغلالهم بشتى الوسائل العنيفة لإطعام البشر ولتأمين ملابسهم.
يُكرّس الأوّل من تشرين الثاني / نوفمبر للاحتفال باليوم العالمي المُخصّص من أجل التحسيس بفضيلة تبنّي النظام الغذائي الرشيد الذي يعتمد فقط على النبات.
كان أوّل من قرّر الاعتماد حصريا في غذائه على المصادر النباتية، تاركا البيض وحليب الحيوانات ومشتقات الألبان واللحوم والسمك، هو Donald Watson، واحد من المؤسّسين الأوائل للمجتمع النباتي في عام 1944.
العيش وفق معايير تيّار"النباتية الصرفة veganism" يتطلّب القبول بنمط حياتي نبيل قائم على أساس عدم استغلال أو إيذاء أو قتل الحيوانات ويرفض رفضا قاطعا الاحتكاك المباشر بأي منتجات حيوانية ليس فقط ضمن الطعام لا بل أيضا على نطاق الملابس وجميع جوانب الحياة اليومية كرفض مثلا استعمال عند الجلي مساحيق التنظيف الداخل بها مواد حيوانية أو مستحضرات التجميل الداخل بها مواد حيوانية أيضا.
بالنسبة للنباتيين الصرف، إنّ اعتماد نظام غذائي نباتي هو خطوة أولى ولكنها ليست كافية إذا لم تصبح كاختيار طبيعي لأسلوب الحياة ويكون هذا الأسلوب منسجما فعليا مع الخيارات "الأخلاقية" أو حتى "السياسية" التي تناضل في سبيل محو استغلال الحيوانات. نادت الفرق الموسيقية في عالم الروك على غرار الرولينغ ستون بالانصهار في تيّار النباتية الصرفة. فبول ماكارتني، أحد أعضاء فرقة الرولينغ ستون غيّر أسلوب عيشه منذ 30 سنة منضمّا إلى جماعة النباتيين الصرف. وأهدى بول ماكارتني عام 2016 المقدّمة لكتاب الفنان Bruno Blum الذي سرد قصّة تحوّله من إنسان يأكل اللحوم إلى إنسان لا يأكل إلاّ النباتمن أجل نصرة قضية الحيوانات وكان ذلك في مؤلف صدر عن دار نشر Mama وجاء بعنوان:
«De Viandard à Végan, pour que vivent les animaux».
نعلم جميعا أنّ انكباب الإنسان المعاصر على أكل اللحوم بفائض غير طبيعي هو لا يخدم البيئة لأن تربية الأبقار المكثّفة تساهم في رفع منسوب غاز الميثان الذي يُعتبر واحدا من بين غازات الدفيئة التي تتسبّب بظاهرة الاحتباس الحراري. كما أن طلب الإنسان المتزايد لأكل اللحوم كان أحد أبرز أسباب قطع الأشجار في منطقة الأمازون البرازيلية حيث تُمحى مساحات شاسعة من الغابات لصالح زراعة حقول الصويا بغية إنتاج علف الحيوانات. إلى ذلك، تساهم التربية غير الرشيدة للحيوانات في إضعاف التربة وزيادة شحّ المياه. كما أنّ إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر يتطلّب أكثر من 15 ألف ليتر من المياه فيما هناك بلدان كثيرة تعاني من أزمة المياه.
إنّ السبب الرئيسي للموت في العالم يعود إلى الأمراض الوعائية-القلبية التي هي على علاقة عالية بالإستهلاك الهائل للحوم. فالقبول بنظام غذائي نباتي فيه خدمة للبيئة ولصحّة الإنسان في آن. في كثير من الدراسات بُرهن أنّ هذا النظام من الطعام يُساعد الإنسان في نقص الوزن والبدانة ويحمي في الوقاية من أمراض القلب والشرايين ويسهم في تخفيض الضغط الشرياني لغناه بالألياف والفيتامين C والبوتاسيوم. ولكن، يُفترض أن يكون هذا النظام مدروسا مع اختصاصي تغذية لألا يوقع من يتبنّاه بفقر الحديد أو فقر الكالسيوم أو بفقر فيتامين .B12
عند من لديهم بالأساس نقص في الحديد وكانوا من المطبٌقين للنظام الغذائي النباتي الصرف، عليهم، بالإضافة إلى ضرورة التنويع في المصادر الغذائية التي يحصلون عليها، أن يستعينوا بالمكمّلات الغذائية الحاوية على الحديد وفيتامين B12.
ضيفة "صحّتكم تهمّنا" ريا بو خليل، الاختصاصية في علم التغذية.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك