سيلان الأنف لا يترك أحدا من شرّه في الشتاء أثناء موسم الزكام، حينما نعلم أنّ مئتي نوع من الفيروسات توقع عدواها بنزلة برد أو برشح أو بزكام. من الوارد جدا أن يتعرّض نفس الإنسان لإصابات عدّة بالرشح في نفس الشتوية ويكون الفيروس الذي أحدث الزكام في المرّة الأولى لا يمت بأيّ صلة للفيروس المُلتقط في المرّة الثانية، عند اندلاع الإصابة المتكرّرة بالزكام.
لا يتطلّب الزكام علاجات بالأدوية الكيميائية المعروفة بمضادات الاحتقان التي تحتوي على المادة الحيوية Pseudoéphédrine. تلك الأدوية لا يجوز تعاطيها لأكثر من ثلاثة أيام والأفضل ألا تستخدم بتاتا.
كلّ ما بوسعنا فعله لمحاربة الحرارة هو تناول أدوية الباراسيتامول لوحدها، على أن نترك سيلان الأنف على حاله مُستعينين بالمحارم الورقية التي يُفترض بنا أن نرميها تلقائيا بعد تنظيف الأنف من المُخاط.
لمنع احتقان الأنف وتطهيره من الفيروسات، يسعنا ببساطة أن نغسل الأنف من حين لآخر بواسطة بخاخ يحتوي على مياه البحر مثل physiomer أو sérum physiologique.
لم يعد مقبولا لوقف أعراض الزكام الإسراع إلى الصيدليات لشراء دواء من زمرة الأدوية المضادة للاحتقان التي تكثر المتاجرة بها في الشتاء من قبيل Rhinureflex، rhumagrip، rhinadvil، humex، dolirhume، actifed rhume.
جميع الأدوية المضادة للاحتقان التي تضمّ مادة Pseudoéphédrine يُمنع تعاطيها من قبل القاصرين ما دون عمر الخامسة عشر. ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يستعين بها ولا ليوم واحد الأشخاص الذين يأخذون مضادات الاكتئاب أو الأشخاص الذين عانوا سابقا وما يزالون من أمراض قلبية أو من ارتفاع الضغط أو الصرع.
تلك التحذيرات معنية بها المرأة الحامل والمرأة المرضعة. وإن كنّا راشدين بما فيه الكفاية، نمتنع عن القبول باستعمال الأدوية المضادة للاحتقان طوال فترة الزكام لأن هذه الأدوية توقع في حالات نادرة بآثار جانبية نظرا إلى أنّها تعمل على تضيّق الأوعية الدموية ممّا يساهم بارتفاع الضغط الشرياني، وهنا تكمن خطورتها.
ضيف الحلقة أنطوان أشقر، الدكتور الاختصاصي بالأمراض التنفّسية والصدرية في فرنسا.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك