كثر هم الأشخاص الذين يخافون من الجرذان ويكرهونها. ولا عجب في ذلك إذا ما علمنا أنّ هناك مرض يُنقل إلى الإنسان بعد الاحتكاك بأغراض ملوّثة ببول الفئران أو بعد التعرض للسيول الجارفة للوحول خلال الفياضانات أو بعد ممارسة السباحة وبعض الرياضات ضمن بحيرات طبيعية أو ضمن أنهار حاضنة للجرثومة اللولبية النحيفة Leptospira interrogans.
هذا الداء ذات المصدر الجرثومي يُسمّى بداء البريميات Leptospirose وهو غالبا ما ينتشر في البلدان الاستوائية الحارة والرطبة، ولكنّه بات ينتشر في جميع أنحاء العالم، في كل من المناطق الريفية والحضرية، وفي المناخات المعتدلة والمدارية كبلدان أميركا اللاتينية وفي بلدان جنوب شرق آسيا.
بسبب التقاط الانسان للجرثومة اللولبية النحيفة Leptospira interrogans تسجّل سنويا أكثر من مليون إصابة خطيرة بداء الجرذان على الصعيد العالمي. وتصل الوفيات بسببه إلى 60 ألف حالة سنويا وفق مصادر منظمة الصحّة العالمية. أكثر الأشخاص الذين أمام خطر عالي لالتقاط في ظروف غامضة جرثومة Leptospira هم المزارعون في حقول الرز وقصب السكر والمربون لحيوانات المزرعة وعمال المجارير وجمع القمامة وعناصر الجيش. يضاف إلى هؤلاء الرياضيون الممارسون لرياضات مائية كالتجديف والصيد.
بشكل رئيسي، تنتقل جرثومةleptospira إلى الانسان عن طريق الجلد التالف أو الأغشية المخاطية. وتتراوح فترة حضانة الجرثومة في الجسم ما بين 4 أيام وأسبوعين.
يتم وصف الأعراض السريرية الدالة على التقاطنا لهذه الجرثومة بمجموعة من الأعراض المختلفة منها ما هو شبيه بأعراض الإنفلونزا مع الحمى الشديدة مع نوبات القشعريرة والصداع وآلام العضلات وآلام المفاصل المنتشرة. ومع استفحال الوضع إلى الدرجة المتوسطة قد تتسبب جرثومة Leptospira بفشل حاد في الكلى أو الكبد أو الرئتين وقد يحصل حتى التهاب في السحايا. تتحوّل 20 ٪ من حالات الإصابة بجرثومة الفئران إلى حالات معقدة وخطيرة بسبب متلازمة النزف والوقوع في الغيبوبة والكوما.
أما في حال نجا من الموت الإنسان يحتاج إلى فترة طويلة من النقاهة والراحة لاسترجاع العافية. وفي وقت متأخّر قد تحدث مضاعفات في العين من جراء العدوى الفيروسية من قبيل التهاب القُزحية أو التهاب القرنية.
غالباً ما يكون التشخيص السريري لمرض الجرذان عبر فحوصات الدم. ولكن ينبغي الدخول على عجلة إلى المستشفى والشروع السريع بالمعالجة بواسطة المضادات الحيوية المناسبة كأن يعتمد الإنعاش الطبّي على مضادات amoxicilline أو céphalosporine أو cyclines.
يتوفّر في فرنسا لقاح وقائي واحد ضدّ جرثومة Leptospira ويحمل هذا اللقاح أُحادي التكافؤ الاسم التجاري Spirolept وهو مخصّص فقط للكبار ويُعطى عبر الجلد على دفعتين. ولذا إن الأشخاص المعنيين بالحصول على هذا اللقاح الوقائي من باب الحيطة هم على وجه التحديد المسافرون الذين هم بصدد تنظيم رحلات مشي بالقرب من حقول الرز أو الراغبون بممارسة رياضات مائية في الطبيعة. كما أن العاملين في تربية الأسماك وفي جمع وفرز القمامة والعاملين في مراكز الصرف الصحي والمجارير وفي تنظيف السدود والأقنية ينصحون بشدّة بالحصول على لقاح Spirolept .
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك