صحتكم تهمنا

خطوط التوتّر العالي على صلة "واردة" بسرطان الدم لدى الأطفال

نشرت في:

إنشاء مدارس بالقرب من إمدادات الكهرباء بخطوط التوتّر العالي ليس مستحسنا إطلاقا. بالاستناد إلى أحدث تقرير صدر عن الوكالة الفرنسية للأمن الصحّي شهر أبريل/نيسان الفائت، أتى الحكم على المجالات الكهرومغناطيسية الصادرة عن خطوط التوتّر العالي سلبيا إذ أنّ خطر إصابة الأطفال بسرطان الدم يعتبره الخبراء الفرنسيون ممكنا بسبب مضار المجالات الكهرومغناطيسية التي ليس من المستبعد أن يكون لها صلة ما بسرطان الدم في مرحلة الطفولة.

الصورة (pixabay)
إعلان

حينما ننظر إلى بيئة عيش الإنسان المعاصرة، تتعايش الشريحة الكبرى من البشر ورغما عنها مع خطوط الكهرباء ووسائل النقل العام والمحولات الكهربائية والأجهزة المنزلية الكهربائية التي جميعها تعرّضنا للحقول الكهرومغناطيسية منخفضة التردد. إنّ التأثير الصحي لهذا "التعايش" قامت بدراسته حديثا الوكالة الفرنسية للأمن الصحّي ANSES التي اعتبرت أن خطوط الطاقة الكهربائية ذات التوتّر العالي High voltage تولّد حقولا كهرومغناطيسية ينجم عنها مشكلات صحيّة في صفوف الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها وبالأخصّ في صفوف الأطفال.

قاس الخبراء أعلى نسبة للحقول الكهرومغناطيسية الضارّة بصحّة الإنسان خارج المنازل وتحديدا ما تحت أعمدة التوتّر العالي وبجوارها. أمّا داخل المنازل، تبيّن أنّ الأجهزة الكهربائية المنزلية تصدر مستويات عالية من الموجات الكهرومغناطيسية ولكن يكون التعرّض المباشر لها من قبل الإنسان قصير المدّة ومحصورا بمساحات ضيّقة ضمن المنزل أي لا تكون الموجات الكهرومغناطيسية بنفس المعدّلات من غرفة لأخرى حسب التقرير الأخير للوكالة الوطنية للأمن الصحّي.

عام 2010، بادرت الوكالة الفرنسية للأمن الصحّي إلى دراسة الآثار الصحيّة المترتّبة على السكّان الذين يعيشون بالقرب من خطوط التوتّر العالي. فبعد مرور تسع سنوات، لا زالت الاستنتاجات تراوح مكانها وتنصّ على أنّه يوجد "ارتباط محتمل" ما بين التعرُّض الدائم للمجالات الكهرومغناطيسية وقابلية إصابة الأطفال على المدى الطويل بسرطان الدم اللوكيميا، ما يُسمّى بابيضاض الدَّم ذلك المرض الخبيث الذي يتصف بزيادة عدد الكريات البيضاء غير النَّاضجة في الدمّ ونقيّ العظم.

ينادي الخبراء الفرنسيون بمبدأ الحذر والحيطة ويوصون الأشخاص ذوي الحساسية الشديدة تجاه الموجات الكهرومغناطيسية بأن يسكنوا بعيدا عن أعمدة التوتّر العالي وبعيدا عن أعمدة تقوية البث الخاص بالهواتف المحمولة. كما طالبت الوكالة الفرنسية للأمن الصحي برفض إنشاء وتطوير مدارس أو مستشفيات أو دور حضانة بجوار شبكات الطاقة الصادرة عنها موجات كهرومغناطيسية بتوتّر عالي. ودعت إلى عدم إنشاء وتركيب خطوط جديدة من التوتّر العالي ما فوق المدارس ودور الحضانة وما فوق المستشفيات لحماية الأطفال من خطر سرطان الدم.  

نشير هنا إلى أنّ المركز الدولي للأبحاث حول السرطان CIRC كان صنّف منذ عام 2002 الموجات الكهرومغناطيسية ضمن قائمة العوامل المُسرطنة المُحتملة للإنسان، سواء كانت موجات كهرومغناطيسية ضعيفة التردّد وتصدر عن خطوط التوتّر العالي أو سواء كانت تصدر هذه الموجات عن إشعاع شبكات تقوية إرسال الهواتف المحمولة التي تُزرع ما فوق سطوح البنايات وبجوار المناطق السكنية. عام 2011 خطت الخطوة نفسها منظمة الصحة العالمية التي صنّفت هي أيضا الموجات الكهرومغناطيسية بأنّها مُسرطنة-محتملة. 

  نلفت الانتباه إلى أن التعرّض الدائم للموجات الكهرومغناطيسية يتسبب بالقلق وبالخمول الشديد وبضعف المناعة ويُطلب من أي إنسان كان يتحسّس منها أو لا يتحسّس بأن يترك الهاتف النقّال خارج غرفة النوم وألا يشحن بطارية هاتفه بالقرب من وسادته حينما يقرّر إغماض العينين.  

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية