غموض روسي في سوريا والمعارضة وحيدة في وجه داعش

هذه المسألة طرحتها "ليبراسيون" و "لوفيغارو" الأولى من خلال تحقيق عن قوات المعارضة في شمال سوريا، تلك التي تواجه في آن واحد تنظيم داعش والقوى النظامية. أما الصحيفة الثانية أي "لوفيغارو" فقد أجرت تحقيقا عن "المناورات الغريبة للجيش الروسي في سوريا" كما عنونت المانشيت. وقد تناولت "لوفيغارو" في مقالها ما أشارت إليه معلومات أميركية عن تحركات لطائرات شحن من طراز "انطونوف"، وعن منازل جاهزة الصنع يمكنها إيواء مئات الجنود وعن ملالات وزوارق إنزال بحري عدا عن فضح وجود عسكريين روس من خلال صور "السلفي".

 

"نوايا موسكو ما زالت غامضة بالنسبة للغرب الذين يتخوف من انخراطها في المعارك إلى جانب قوات النظام" تقول "لوفيغارو" وقد أشارت إلى اندحار الجيش السوري في إدلب وغيرها من المواقع وانشقاق العديد من العسكريين وانضمامهم إلى قوافل المهاجرين.

 

"فيليب جيلي" تساءل في افتتاحية "لوفيغارو" ما إذا كان "هدف القوات الروسية الانضمام إلى الحرب ضد تنظيم داعش أم أنها ستكتفي بحماية معقل العلويين في سوريا" وقد خلص إلى أن المسألة لم تعد مستنكرة نظرا لحجم التدخلات في النزاع السوري، وقد اعتبر كاتب المقال أن التحدي الذي يمثله تنظيم الدولة يجب أن يدفع أوروبا إلى إقامة علاقات بناءة مع روسيا وإلى اعتماد سياسة مستقلة.

 

"ليبراسيون" نشرت تحقيقا لمبعوثها الخاص إلى "مارع" المحاصرة من قبل تنظيم "داعش" و كيليس أحد معاقل المعارضة في شمال سوريا.  "نحن وحيدون في مواجهة الجهاديين" هذا ما نقله "لوك ماتيو" عن المتمردين في شمال سوريا حيث ينوي التحالف الدولي إقامة منطقة عازلة.

 

المقاتلون الذين التقتهم الصحيفة، شكوا من تخاذل الولايات المتحدة وانعكاسات الاختلاف بين الأجندات الأميركية والتركية عليهم عدا عن إشارتهم إلى وجود "تواطئ ضمني بين قوات النظام وتنظيم داعش الذي يتجنب الطيران السوري قصف مواقعه" كما قالت "ليبراسيون".

 

"لوفيغارو" نشرت من جهتها مقابلة مع "آرنو دانجان" نائب اللجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي. مقابلة تعارض أي تدخل عسكري فرنسي على الأرض في سوريا، مقابلة مكثفة لا مجال للدخول في تفاصيلها ولكنني اسمح لنفسي أن ادعوكم مستمعينا الكرام للاضطلاع عليها في عدد اليوم من "لوفيغارو".

 

لجوء السوريين وغيرهم إلى أوروبا ما زال موضع اهتمام الصحف الفرنسية."الخلاف يحتد ما بين السلطة التنفيذية والمعارضة اليمينية حول ملف اللاجئين" تقول "لوفيغارو" التي نشرت مقابلة مع المفكر الفرنسي "ميشال اونفري" احتج خلالها عما أسماه "النزعة الحالية لتجريم كل تساؤل عن تداعيات استقبال اللاجئين".

 

"لوموند" من جهتها اختارت أن تذكّر ببعض الحقائق. "أوروبا تستقبل أقل من %10 من أصل 4 ملايين لاجئ سوري" عنونت الصحيفة في صدر صفحتها الأولى وقد شرحت أن بلدان الجوار وهي تركيا لبنان والأردن تستقبل وحدها أربعة ملايين سوري نجح  300 ألف منهم فقط بالوصول إلى أوروبا.

وفي مسعى لإثارة التعاطف مع ضحايا الحروب نشرت "لوموند" في صفحتها الأولى شريطا مصورا للرسام "زاب" الذي اختار أن يجعل بطله الشهير "تيتوف" يستيقظ على وقع القنابل فيما رفاقه يقتلون.

 

ختاما وباختصار شديد نشير الى مقال يدعو فيه "جان بيار بيران" في "ليبراسيون" السعودية إلى "وقف تدمير اليمن السعيد" فيما تتناول "لوباريزيان" الحفلة السنوية لصحيفة "لومانيتيه" التي تحتفي بعيدها الثمانين وتستقبل كعادتها كل عام أكبر نجوم الفن والغناء في "لاكورنوف" على أبواب باريس.