العملية التي أطلقها العراق في مدينة الرمادي لاستعادتها من تنظيم داعش و التدخل التي تحضر له فرنسا في ليبيا هي أهم المحاور التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء 23 كانون الأول/ديسمبر.
إعلان
صحيفة ليبــــــــراسيون التي تحدثت عن الهجوم الذي بدأته، يوم أمس، القوات العراقية على مدينة الرمادي لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش.وعنونت الصحيفة :
العراق يطلق هجوم مضاد ضد تنظيم داعش
وقد أوضحت ليبــــــراسيون أن هذه المعركة هي أول معركة تشنها القوات الحكومية العراقية ضد تنظيم داعش على الأرض في مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، إحدى أكبر محافظات العراق، والتي غزاها تنظيم داعش في شهر مايو/أيار الماضي ،حيث تمكن من تحقيق سلسلة انتصارات مدوية.
وتابعت ليبــــــراسيون في التذكير أنه منذ أن أحكم تنظيم داعش سيطرته على مدينة الرمادي، فشلت كافة الهجمات المضادة التي نفذتها القوات العراقية في استعادة السيطرة على المدينة. كما أوضحت الصحيفة أن استعادة القوات الحكومية لمدينة الرمادي ستشكل انتصارا رمزيا للقوات العراقية. كما انها ستسمح لها من الناحية الإستراتيجية بإبعاد الخطر عن العاصمة بغداد، وتسهيل انتشار أوسع نحو مدينة الموصل، معقل تنظيم داعش في العراق، والتي أعلن منها خلافته في شهر يونيو/حزيران العام الماضي .
ومضت ليبــــــراسيون إلى التوضيح أن هذا الهجوم من أجل استعادة الرمادي، من قبضة تنظيم داعش، يتم بدعم جوي من قبل قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مشيرة إلى القصف الجوي المكثف لقوات التحالف الدولي مكن من تعطيل حركة مقاتلي التنظيم، في المدينة، وتدمير بعض مستودعات الخدمات اللوجسيتية التابعة لهم .
في إطار الحرب على تنظيم داعش، أيضا، صحيفة لوفيــــــــغارو تطرقت،في ملف عريض،إلى موضوع الانتشار المتزايد للتنظيم على الأراضي الليبية، و الخطر الذي يمثله هذا الانتشار بالنسبة لأوروبا ودول الجوار. وتساءلت لوفيــــــــــــــغارو عن : متى وكيف سيتم التدخل العسكري ضد داعش في ليبيا، ومن سينخرط في هذه العملية ؟
لوفيـــــــــغارو قالت إن هناك خيوطا يمكن انطلاقا منها تحديد الإجابة على هذه الأسئلة ، مشيرة إلى أن تصريحات لبعض القادة العسكريين الفرنسيين تؤكد على أن التدخل العسكري بات مسألة ملحة للقضاء على "سرطان داعش الذي يتفشى بسرعة كبيرة في ليبيا" .
و أوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها في وزارة الدفاع الفرنسية، أوضحت أن هذا التدخل قد يتم في غضون ستة أشهر أو خلال فصل الربيع المقبل.
كما أشارت لوفيـــــــغارو إلى أن السلطات الفرنسية أعطت الضوء الأخضر في بداية الشهر الجاري، عقب اجتماع لمجلس الدفاع في الإليزيه، أعطت الضوء الأخضر لشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق انطلاقا من حاملة الطائرات شارل ديغول المتواجدة في شرق البحر الأبيض المتوسط .
وتابعت لوفيـــــــغارو التوضيح أنه بالتزامن مع هذا القرار، أكدت باريس أن مقاتلات فرنسية قامت بطلعات استطلاعية،في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وقد سمحت،هذه الطلعات، بالكشف عن مركز كبير للتدريب أنشأه التنظيم في مدينة سرت، يتدرب فيه البعض من الجهاديين القادمين من فرنسا واليمن وسوريا والسودان وغير ذلك من البلدان.
لوفيغارو تطرقت إلى فرضية أخرى قالت إنه لا يمكن استبعادها ، وهي إمكانية فشل الاتفاق السياسي الذي توصل إليه الليبيون الأسبوع الماضي ، في مدينة الصخيرات المغربية بتشكيل حكومة وحدة وطنية . في هذه الحال ما هو الحل الوارد ؟
في هذه الحالة، نقلت لوفيـــــــغارو عن مصادرها في وزارة الدفاع الفرنسية، قولها إن فرنسا ستحاول جادة، تشكيل تحالف دولي للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا، تشارك فيه إيطاليا التي أوضحت الصحيفة أنه يمكنها أن تضطلع بدور قيادي لاستقرار ليبيا، ثم بريطانيا، على أن تحظى العملية بدعم أمريكي .
وفيما يتعلق بدول الجوار الليبي، أوضحت لوفيـــــغارو، أن وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، سعى ولازال إلى طمأنة تونس بشأن هذه العمليات العسكرية المحتملة . كما أنه في صدد محاولة إقناع الجزائر ومصر للموافقة على هذه العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا، و التي من المرتقب أن تشارك فيها أيضا، دول خليجية.
وهل هذه الضربات الجوية ستكون كافية للقضاء على "مملكة داعش في ليبيا ؟
ردا على هذا السؤال، قالت لوفيــــغارو إن عدم وجود قوات خارجية على الأرض الليبية، أثناء وبعد التدخل الدولي، بقيادة فرنسا، الذي أدى إلى سقوط نظام القذافي، أظهر أن الوجود العسكري على الأرض ضروري من أجل ضمان الاستقرار في هذا البلد وأيضا للقضاء على تنظيم داعش في ليبيا بشكل تام.
وأشارت الصحيفة إلى أن التواجد على الميدان ليس بالسهل بالنسبة لفرنسا من الناحية المالية، في ظل تواجدها العسكري في الساحل الإفريقي و في الشرق الأوسط ناهيك عن حربها الداخلية ضد الإرهاب، خصوصا بعد التدابير التي اتخذت في أعقاب هجمات باريس الأخيرة. لذلك فإن مسألة التدخل على الأرض تبدوا غير واضحة لباريس من الناحية الإستراتيجية.
في سياق متصل، أشارت لوفيـــــغارو إلى لندن تستعد لإرسال حوالي ألف جندي إلى ليبيا، للمشاركة في قوة تدخل دولية بقيادة إيطاليا تتألف من 6000 جندي، لمساعدة وتدريب القوات الشرعية لحكومة الوحدة الوطنية التي اتفق طرفا النزاع الليبي الأسبوع الماضي على تشكيلها. يعنى ذلك إذن، أن إرسال هؤلاء الجنود البريطانيين يبقى مرهون بتشكيل هذه حكومة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك