ايلان آخر على شاطئ تركي، ماذا ستفعل لو كان الغريق ابنك؟

" توفي 300 طفل غرقا في البحر الأبيض المتوسط منذ خمسة أشهر" عنونت مانشيت "لوموند". "رغم برد الشتاء وازدياد المخاطر ما زال اللاجئون والمهاجرون يبحرون من اجل اللحاق بأوروبا" تضيف الصحيفة. "أعدادهم فاقت 55 ألفا خلال شهر واحد في كانون الثاني/يناير.

 

ما يعني المزيد من  حوادث الغرق والمزيد من الضحايا" تقول "لوموند" التي خصصت الغلاف لصورة إيلان آخر. رضيع, عمره لا يتجاوز العشرة أشهر, الصحفي الذي التقط الصورة, أوزان كوزيه احد مراسلي وكالة فرانس برس قال ل "لوموند" إن المشهد "أفقده نعمة النوم وجعله يتساءل : ما الذي كنت سأفعله لو كان الطفل ابني وترى ما الذي أصاب البشرية؟" وقد روى المصور كيف بكى خفر السواحل وهم يرفعون الجسد الصغير. "كان هناك جثث أخرى، جثث كثيرة لم أقو على عدها" أضاف أوزان في معرض حديثه عن حادثة الغرق هذه التي جرت قبالة السواحل التركية في 30 من كانون الثاني/يناير.

 

في "لوموند" أيضا تحقيق آخر عن النازحين السوريين العالقين على الحدود الأردنية حيث وجدوا الباب موصودا. عددهم يتجاوز ال 15 ألفا وهم في مجملهم من الهاربين من جحيم حلب وحمص ودير الزور.

 

ملف المهاجرين كان أيضا حاضرا على صفحات "ليبراسيون"،

وقد نشرت الصحيفة تحقيقا عن جزيرة "ليسبوس" اليونانية حيث "يستقبل الأهالي بكرم وإنسانية سيل المهاجرين المتدفقين من الضفة التركية لبحر ايجيه فيما باقي أوروبا تتشنج وتهدد بإخراج اليونان من منطقة شنغن". موفدة "ليبراسيون" نقلت شهادات أهالي الجزيرة ومنهم صاحبة فندق فخم عملت على استقبال اللاجئين. "ليسبوس" المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام بسبب حسن استقبالها للمهاجرين والتي سيزورها اليوم وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف برفقة نظيره الألماني على خلفية أزمة المهاجرين.

في هذه الأثناء علقت مفاوضات جنيف فيما الجيش السوري حقق تقدما نوعيا على الأرض. "جورج مالبرونو" اعتبر في صحيفة "لوفيغارو" أن "الجيش السوري مدعوما بالغارات الروسية المكثفة تمكن من فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء, ما يعني عمليا قطع طريق الإمداد الرئيسية لمقاتلي المعارضة في حلب."

 

"لوموند" من جهتها, ألقت الضوء على الوضع في الغوطة في ضاحية دمشق الشرقية حيث "يقاوم مليون سوري الحصار الذي تفرضه القوى النظامية منذ ثلاثة أعوام. الغوطة المنسية من العالم والتي لها وهج مميز على خارطة البأس السوري" يكتب "بانجامان بارت".

 

المأساة السورية لم تغيب الشأن الفرنسي الداخلي وتحديدا الجدل حول مشروع سحب الجنسية عن المدانين بالإرهاب.مجلس النواب سوف يبدأ مناقشة هذا المشروع ابتداء من يوم غد ضمن رزمة تعديلات دستورية سوف يقوم بالتصويت عليها في العاشر من هذا الشهر, وزير العدل الفرنسي جان-جاك اورفواس أعلن في حديث خص به صحيفة "لوباريزيان" أن الرئيس هولاند " لن يتنازل عن المشروع"وعبر عن ثقته بأن الغالبية الاشتراكية سوف توافق عليه بالرغم من الجدل المثار حول هذه المسألة.

 

"لوفيغارو" اعتبرت أن "حظوظ إقرار المشروع تتضاءل"، و"لوموند" كتبت أن "التعقيدات إلى ازدياد" فيما "لوبينيون" تحدثت عن "كارثة" وسط تشابه في تحاليل الصحف الفرنسية بمختلف اتجاهاتها والتي  قد تختصرها كلمة "ستوب" التي احتلت غلاف "ليبراسيون" التي اعتبرت في افتتاحيتها أن "اليسار لا يريد هذا النص وأن اليمين سوف يعمل جاهدا على حجب الفوز عن الرئيس أمام مجلسي النواب والشيوخ. الوحدة الوطنية ما هي إلا واجهة للحسابات السياسية الضيقة التي سوف تتسبب بخسارة الجميع وعلى رأسهم فرانسوا هولاند"،  ختمت "ليبراسيون" افتتاحيتها.