ماذا بعد قرار بريطانيا الخروج من أوروبا؟ السؤال شغل الصحف الفرنسية الصادرة اليوم.
المملكة المتحدة ممزقة وأوروبا ضائعة
"بداية النفق" عنونت "ليبراسيون" غلافها وقد ظهر عليه علم بريطانيا ممزقا. رمزية العلم الممزق حضرت أيضا في مانشيت "لي زيكو" غير أن العلم كان هذه المرة علم أوروبا.
"المملكة المتحدة ممزقة وأوروبا ضائعة" كتبت "لوفيغارو" بالخط العريض فيما "لاكروا" اختارت "حالة طوارئ أوروبية" وقد توجهت في افتتاحيتها "إلى جميع الأوروبيين" وارتأت العودة إلى "الأصول" أي إلى أوروبا ك "مشروع سلام وازدهار" حينها خلصت "لاكروا" يصبح "التخلي عن سيادة الأوطان مقبولا وكذلك التضحيات".
بإمكاننا أن نلعن إنكلترا والانكليز ولكن...
"بإمكاننا أن نلعن إنكلترا والانكليز" كتب "الكسيس بريزيه" في "لوفيغارو" لكن ذلك "لن يغير حقيقة أن شعبا قال لا لدى سؤاله عن أوروبا. ما يفرض" يضيف الكاتب "معاهدة أوروبية جديدة تأخذ بعين الاعتبار حاجة الشعوب للحماية، حماية الحدود وحماية الصناعات والهويات على أن يتم اخضاع هذه المعاهدة للاستفتاء الشعبي".
افتتاحية "ليبراسيون" رأت في البركسيت تعبيرا عن ثورة الشعوب التي تستعر في البلدان التي يشكل فيها المشروع الأوروبي ستارا لعولمة تطيح بالهويات وبالتوازنات الاجتماعية.
ثورة الشعوب
كاتب المقال "لوروان جوفران" رأى أن تلك "الثورة لا تؤمن بالغد ولا تمتلك مشروعا مستقبليا ولا روئ ما يغذي الشعبوية التي اعتبر أنه يجب مكافحتها من خلال إعادة السلطة للشعوب ليس على مستوى الأوطان بل على مستوى القارة وذلك عبر تفعيل دور البرلمان الأوروبي وليس المجلس الذي يتخذ قرارته في الغرف المغلقة وبعيدا عن الأضواء."
ماذا لو كان بإمكان فرنسا الاستفادة من الوضع الجديد؟
أمام هذا الواقع الجديد تبدو أوروبا منقسمة تقول صحف اليوم. "أوروبا تفتقد إلى مخطط استراتيجي" تكتب "لوفيغارو" ولكن ماذا لو كان بإمكان فرنسا الاستفادة من الوضع الجديد؟ "لوفيغارو" اعتبرت أن "البريكسيت قد يعزز المحور بين واشنطن وباريس" وإن "فرنسا قد تصبح البلد الأوروبي الوحيد الذي يمتلك في آن واحد القدرة والإرادة على حشد قواه خارج القارة فيما يبدو مستقبل بريطانيا على الصعيد العسكري غير واضح".
وقد نقلت "لوفيغارو" عن الباحث في المؤسسة الأميركية للدراسات الاستراتيجية "جون دوني" أن الولايات المتحدة سوف "تضطر إلى تكثيف تعاونها العسكري مع فرنسا التي تعتبر المنافس الأوروبي الوحيد لبريطانيا" في هذا المجال.
فيما تساءلت "لوفيغارو" عن "قدرة فرنسا على تلبية المهمة وحدها في وقت تبدو فيه البلاد غارقة بأزمة اقتصادية واجتماعية وتستعد لاجتياز مرحلة حملة انتخابية رئاسية صعبة."
"مملكة الاسفلت" أو الشباب السعودي الضائع
المسألة الأوروبية على أهميتها لم تغيب أخبار العالم العربي وتحديدا السعودية بمناسبة صدور كتاب جديد عن مشاكل الشباب في الرياض. الكتاب وعنوانه Royaume d’asphalte أو مملكة الاسفلت صدر حديثا لدى دار "لاديكوفرت" الفرنسية و قد نشرت "لوفيغارو" مقابلة مع مؤلفه الباحث "باسكال مينوريه".
وقد أشار الكاتب إلى أنه انطلق من ظاهرة ولع شبان مدينة الرياض ب"روديو السيارات" كما قال، "الظاهرة تعود إلى السبعينيات وتطال الشباب المنتمي للطبقات المتواضعة وهي قائمة على مبارزة الشباب فيما بينهم على المجازفات خطيرة. "باسكال مينوريه" يرى أن تلك "الظاهرة هي متنفس لمشاكل الشباب وحذر من أنها تشكل في بعض الأحيان إحدى مراحل الإنتماء للمجموعات الدينية المتطرفة."
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك