قراءة في الصحف الفرنسية

حلب: شبح الباصات الخضر..تفوق روسيا والسلام البعيد

نشرت في:

الصحف الفرنسية الصادرة اليوم خصصت حيزا هاما لمعركة حلب التي تشارف على نهايتها.

سكان حلب يهجرون بيوتهم إلى أماكن آمنة (07-12-2016) (رويترز)
إعلان

سقوط حلب... مسألة أيام
"سقوط حلب الوشيك يكرس عودة بشار الأسد" عنونت "لوفيغارو" في صدر صفحتها الأولى. "النظام السوري على قاب قوسين من استعادة حلب. المتمردون اضطروا لمغادرة معقلهم في قلب المدينة القديمة وباتوا محاصرين في جنوبها" كتب مراسل الصحيفة "جورج مالبرونو" الذي أشار الى ان المسألة "مسألة ايام" فقط.

تقدم القوات الموالية للأسد أسرع من المتوقع
"القوات الموالية للأسد التي كانت تسعى للسيطرة على شرقي حلب قبل العشرين من كانون الثاني/ يناير، موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمهامه، تقدمت بسرعة أكبر مما هو متوقع" تابعت "لوفيغارو"، "الهجوم المكثف لا يكفي وحده لتفسير الوتيرة المتسارعة للأحداث" أضاف "مالبرونو" نقلا عن خبير عسكري أبدى حيرته من "انعدام المعارك في المدينة القديمة وعدم استفادة القوى المعادية للأسد من شبكة الانفاق الواسعة الموجودة فيها من أجل المقاومة". "التمرد بات محشورا ضمن خمسة عشر كيلومترا مربعا فقط" كتبت هالة قضماني في "ليبراسيون".

شبح الباصات الخضر
"مقاتلو التمرد باتوا يبحثون عن حل تفاوضي ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار لمدة خمسة أيام. شبح الباصات الخضر يراود ما تبقى من سكان في حلب" أضافت قضماني. "هذه الباصات الحكومية باتت رمز الابعاد القسري لأهالي المناطق التي خسرها المتمردون" تابعت "ليبراسيون". "ما تبقى من معارضين في حلب لا يريدون أن يلقوا مصير أهالي حمص وغيرها من بلدات ريف دمشق الذين أبعدوا الى إدلب" أشارت "ليبراسيون" التي خلصت الى أنه "في الساعات المقبلة وربما الأيام سوف يواجه أهالي مصيرهم إما الخروج أو تحمل فظاعات الاسياد الجدد".

خسارات روسية غير معلنة
"لوفيغارو" خصصت مقالات عدة للدور الروسي الحاسم في هذه المعارك. "ايمانويل غرينزبان" مراسل "لوفيغارو" في موسكو كتب عن تزايد الخسائر الروسية منذ أيام وقال إن "الجيش الروسي فقد بحسب حصيلة رسمية 23 عنصرا منذ أيلول/سبتمبر، الا ان الخسائر الحقيقية أكثر بكثير بحسب وسائل الاعلام الروسية المستقلة التي اشارت"، تقول "لوفيغارو" الى ان "الجيش الروسي لزم أكثر العمليات خطورة على الأرض ل "مجموعة فاغنر" وهي شركة أمنية خاصة تنفي السلطات الروسية وجودها".

حين يتقاسم الروس والأميركيون الأدوار...
ودوما في "لوفيغارو" اعتبرت "ايزايبل لاسير" ان "سقوط حلب سوف يقلب المعادلة لصالح بشار الأسد ولصالح فلاديمير بوتين الذي استغل غياب أوباما الاستراتيجي عن منطقة الشرق الأوسط كي يدخل سوريا". الرئيس الأميركي تضيف "لاسير" كان قد "قبل ضمنيا بتقاسم الأدوار مع نظيره الروسي فتسلم العراق لمحو خطيئة اجتياح هذا البلد عام 2003 تاركا سوريا لبوتين.

سقوط حلب لن يعيد السلام
بوتين بات يترقب تسلم دونالد ترامب مهامه، وهو حليفه الجديد في هذا الملف، كما وصفته "لوفيغارو" كي يكرس نصره السوري"، لكن "لاسير" خلصت الى ان "سقوط حلب قد يؤمن استمرارية بشار الأسد على المدى القريب لكنه لن يعيد السلام بالضرورة لا بل على العكس سوف يسهم بإلقاء المتمردين بأحضان داعش".

درس حلب والجغرافيا حين تتكلم
"لوفيغارو" خصصت الافتتاحية ل "درس حلب" كما عنونت مقالها. "بشار الأسد ربح الحرب أو حرب واحدة على الأقل وأصاب نصرا عسكريا وسياسيا هاما" كتب "آرنو دو لا غرانج" في افتتاحية "لوفيغارو". "الجغرافيا تتكلم" أضاف "لاغرانج"، "اذ يكفي أن ننظر الى الخارطة كي نفهم أن سقوط حلب يشكل منعطفا هاما ويكرس سيطرة الأسد على ما بات يعرف بسوريا المفيدة".

لم يسبق أن بلغ الغرب هذا القدر من العجز
"حلب منعطف في النزاع السوري وفي العلاقات الدولية أيضا" تابعت "لوفيغارو" اذ لم يسبق، منذ نهاية الحرب الباردة، ان بلغ الغرب هذا القدر من العجز أمام روسيا الإمبراطورية التي بدت سيدة اللعبة. تبدو واشنطن وباريس وأيضا موسكو وكأن كل منها يعيش في عالم موازي.

ديبلوماسية التوفيق بين المبادئ والواقعية
التفاوت في فعالية هذه القوى بات شاسعا. وحده بوتين منح نفسه وسائل قلب موازين القوى فجاءت النتيجة لصالحه" أشارت افتتاحية "لوفيغارو". "الامر يحتم على الغرب إعادة النظر باستراتيجيته كي يستعيد ديبلوماسية توفق بين المبادئ والواقعية ولا تقول كلمتها الا إذا ما كانت مدعمة بالفعل".

 

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية