الأديب الليبي منصور بوشناف: بإمكاننا أن نتعايش ونبني الوطن رغم اختلاف أفكارنا وتوجهاتنا
نشرت في:
استمع
تستضيف كابي لطيف الأديب والمسرحي الليبي منصور بوشناف الذي يعد رمزاً من رموز ليبيا الإبداعية. بدأ مسيرته الأدبية ككاتب مسرحي وكاتب مقالات قبل كتابة أول رواية له بعنوان "مضغ العلكة" التي صدرت العام 2014 ضمن مجموعة من الأعمال الأدبية العالمية لتوزيعها مجانًا على المسافرين في محطات القطارات بالعاصمة البريطانية لندن. وهو يعيش حاليا في طرابلس.
لا مجال للحياة والاستمرار إلا بقبول الآخر المختلف
تحدث منصور بوشنافعن علاقته العاطفية بليبيا قائلا: " ارتباطي بليبيا وجدانيٌ، فقد كنت دائما أشعر بأني هامشي خارج بلدي أينما كنت. وهذا الارتباط هو نتيجة تكوين مبكر إذ ولدت في منطقة على حواف الصحراء الليبية جنوب طرابلس، وكانت هذه المنطقة مركزا ثقافيا مهما في الفترة الرومانية وأحد مراكز النحت الليبية، وكانت تعج بالحركة الثقافية الشعبية في ذلك الوقت. أما اليوم فنحن نعيش في ليبيا بطريقة صعبة ومعقدة وبالنسبة للكاتب والمثقف فهو يعيش أسوأ المراحل باعتبار أن الأولويات الآن هي للبحث عن متطلبات الحياة في هذه السنوات العجاف. ولكن المثقف يحاول دائما أن يجد هامشا ليوصل رأيه بما يجري ويحدث في بلده. ونحن كمثقفين لنا دور مهم جدا في إقناع الليبيين بأن لا مجال للحياة والاستمرار الا بقبول الآخر المختلف وبالحوار وسيادة السلام. نحاول أن نستلهم من تجارب سابقة في تاريخنا القديم ومن تجارب الشعوب الأخرى حول كيفية إيجاد حلول للصراعات بالحوار."
تجربة السجن
عن تجربته في السجن وكيف كرّسها لإشباع مخزونه المعرفي، قال الأديب والمسرحي الليبي منصور بوشناف: " كسجين سياسي في يوم ما، يمكنني القول إننا كّنا في السجن من أقصى اليمين الى أقصى اليسار الفكري، إلا أننا كّنا نتعامل كإخوة نساند بعضنا البعض رغم تناقض أفكارنا ومبادئنا، وكان بإمكاننا التعايش وبناء الوطن رغم اختلاف أفكارنا وتوجهاتنا. تجربتي المعرفية بكاملها أو بالجزء الأكبر منها تشكلت داخل السجن، حيث كنت أقرأ وأتعلم، وقد تعلّمت ثلاث لغات الإنكليزية والإيطالية والفرنسية وقرأت التراث العربي وكان لي احتكاك مباشر مع الكثير من المثقفين لأن السجون كانت تعج بالمفكرين والعلماء والأطباء والكتّاب. في السجن كنا نتشارك الهموم والأفكار وكان لنا ارتباط عضوي بالناس. وبعدما خرجت من السجن، رافقتني هذه الهموم الإنسانية بما تحمله من آمال وآفاقٍ وأحلام".
مرتبط بالقناع
عن المسرح وارتباطه بالقناع، قال الأديب والمسرحي الليبي منصور بوشناف: " القناع هو المسرح وهو الشخصية المسرحية. منذ بداية حياتي وأنا مرتبط بالقناع، والإنسان لا يعيش بقناع واحد، فلكل موقف قناع. والقناع هو القدرة على التغيير والتكيف مع الظروف. لكن في ثقافتنا العربية القناع هو شتيمة. شهدت تجارب مسرحية عالمية وأعمالاً بمنتهى الأهمية. وما يقال عن عدم وجود إمكانات للمسرح لدينا، لا يجب أن يعيق عملنا المسرحي. للمسرح دور مهم في صنع الاستقرار. وحتى في عز الأزمات والحروب لا بد أن يكون لدينا مسرح وأن يكون لنا إيمان بدورنا كمسرحيين. وواقعنا المريض اليوم لا بد له أن ينتج مسرحه ويؤدي دوره السياسي."
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك