تستضيف كابي لطيف الكاتب والروائي الفرنكوفوني ألكسندر نجار ومسؤول ملحق "L’Orient le Jour" الأدبي، بمناسبة صدور كتابه الأخير، رواية "La Couronne du Diable – التاج اللعين" عن دار نشر "Plon" الفرنسية، وهي أول عمل أدبي يتناول بشكل محوري وباء كورونا في ثمانية بلدان حول العالم.
الحجر.. فرصة للإبداع
عن نظرته للجائحة وما فرضته على العالم من تباعد وعزلة، قال الروائي ألكسندر نجار: "في البداية ذُهل جميعنا بهذه الظاهرة التي شلّت حركة العالم وأوقفت كافة أشكال التعاطي الإنساني، هذا التعاطي الذي نفتقده بشدة ولا أعتقد أن هناك ما يغني عنه. ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة الحيطة والحذر وملازمة المنزل. الفنان لديه طريقته الخاصة في مواجهة الأوضاع الاستثنائية، حيث أنه يستثمر وقته في الإبداع والخلق، وهذا ما قررت فعله: انصرفت إلى الكتابة، فأمام ظرفٍ كهذا لا يمكن للأديب البقاء بمنأى عن محيطه، من منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقه. من هُنا كانت ولادة روايتي "La Couronne du Diable" والتي شبّهتُ فيها الفيروس بالشيطان: فكلاهما موجود، غير مرئي وينشر الموت والرعب.
الوباء عالمي.. وكذا الكتاب
حول روايته الأخيرة "التاج اللعين" انطلق نجّار من كون الجائحة عالمية، فآثر أن يعبّر عنها بصورة شاملة، وألا تقتصر فقط على تجربته ككاتب لبناني يعيش ظروف الحجر في بلده. قال: "تبدأ الأحداث مع اكتشاف أول إصابة وتنتهي بعد ثلاثة أشهر. ركّزتُ على البدايات فهي باعتقادي جوهرية، تبنى عليها كل الأحداث اللاحقة. تنقّلتُ عبر شخصية الراوي بين ثمانية بلدان كان لا بد من دراسة معمّقة لوضع كل منها من باب حرصي على المصداقية، لتأتي الوقائع التي أسردها مطابقة للحقيقة: من معايشة لمراحل تفشي الوباء مروراً بالإجراءات التي اتخِذت من قبل الحكومات، فالحقائق التي أخفِيت أو أعلِنت. لم يكن من المنطقي الكتابة عن أمرٍ آخر. صحيحٌ أن موضوع الوباء آني، وقد لا ينطوي على الأهمية نفسها بعد عامٍ أو اثنين، لكنه حتماً سيؤرخ هذه الحقبة المفصلية من حياة الشعوب. كنا في سباقٍ مع الزمن، وبناءً عليه صدرت الرواية إلكترونياً، لكن تمّ طبع النسختين العربية والإسبانية إرضاءً لمحبي الكتاب بشكله الكلاسيكي الورقي".
الإنسان أولا
أما عن الدروس التي وجب علينا استخلاصها من جائحة كورونا، قال الكاتب ألكسندر نجار: "على صعيد أممي، اتضح أن الدول العظمى كانت مخطئة في منح الأولوية للسلاح والوسائط الرقمية على حساب قطاعات أكثر إنسانية كالصحة والبيئة. كورونا علّمنا معنى التضامن بين الدول، ووجه دعوة للتواضع إلى الدول الكبرى التي تتعاطى بفوقية مع غيرها، حيث أن وباءً خفياً جعلها تقف عاجزة عن التصدي له. ما أخشاه فقط هو أن ننسى بعد حين كل ما تعلمناه، فالحكام ذاكرتهم ضعيفة، والمجتمعات لا تحاسب دائماً كما ينبغي أن تفعل. على الصعيد الإنساني علّمنا هشاشة الحياة، وقيمة الوقت وأهمية استغلاله في البقاء بالقرب من أحبائنا. تنتظرنا استحقاقات كثيرة وتحديات صعبة خصوصاً على جيل الشباب، علينا الصمود والتحلي بالأمل كما فعلنا في لبنان لتخطي سنوات الحرب الخمسة عشرة".
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك