سناء العاجي: "لنا الواتساب ولكم الشعارات"

لم أعد أضحك من الصور التي تقدم لنا شخصية معروفة في شكل قبيح أو بدون ماكياج... فجميعنا لنا صور لا نبدو فيها بالشكل الذي يروق لنا.
لم أعد أقبل السخرية من زوجة الرئيس الفرنسي وسنها وشكلها... فقط لأن المتوقع لدينا أن رئيسا شابا وسيما ما كان ليتزوج إلا ملكة جمال... نفس أولئك الذين ينتقدون اختزال المرأة في شكلها وينتقدون الرجال الذين يلهثون خلف الجسد... يسخرون من زوجين يفترض أن لا تهمنا اختياراتهما الشخصية مادامت لا تؤثر في سياسات البلد. 
لم أعد أقبل ولا حتى أتسامح مع تلك الرسائل التي تسخر من فئة مجتمعية بسبب شكلها أو قسماتها. تلك التي تقارن المرأة اللبنانية بالأردنية أو المغربية بالروسية.  تلك التي تسخر من الإفريقي لا لشيء إلا لأن لون بشرته لا يناسب مقاييس الجمال...
لم أعد أقبل  ولا أتسامح مع الفيديوهات التي تسخر من أناس بسطاء بسبب جهلهم أو سذاجتهم... لأن الذي ينشرها لا يفكر في تأثير ذلك الفيديو على الشخص المعني وعلى نفسيته.
لم أعد أتسامح مع أشخاص يبعثون فيديو أو صورة لشخص يبدو واضحا أنها التقطت في إطار خاص، ولسبب ما انتشرت على المواقع.
لننتبه جميعنا! القيم ليست شعارات دينية أو حداثية أو حقوقية نكتبها ونتغنى بها.. القيم سلوكيات يومية علينا أن ندرب أنفسنا على احترامها. 
لنتوقف عن نشر كل محتوى مهين للآخر... حتى لو كان ذلك الآخر شخصا مجهولا بالنسبة لنا. كرامته، بالتأكيد، أهم من لحظة سخرية عابرة!
سناء العاجي