حضرت ندوة في البرلمان السويدي للتحدث عن حقوق الإنسان في اليمن، قد يبدو العنوان غريبا حيث أن الوضع الحالي تكاد تنعدم فيه الإنسانية. كان التركيز في الندوة على حقوق الأقلية البهائية وأحكام الإعدام التي وجهت لهم في صنعاء، وتحدثنا عن النساء في الحرب وعن الصحفيين الذين وجهت إليهم أيضا أحكام بالاعدام.
خلال الندوة قام أحد الحضور بتوجيه مداخلة وسؤال لي، شاب يمني يتحدث الإنجليزية بطلاقة، قال لي: لماذا لا تتحدثون عن المنظمات الشبابية التوعوية وأهمية دعم الشباب المبدع الذي للأسف أنجر الكثير منهم للقتال بسبب شعورهم باليأس.
تأملت في كلامه وتذكرت تلك الأيام، قبل ستة أعوام، هذا الشاب أعرفه جيداً كان يدير منظمة تنموية في صنعاء، واستضافنا في منظمته لنقوم بحفل فني أثناء حملة كنت أديرها اسمها "أصدقاء بلا قات".
المنظمة التي كان يديرها عدة أشخاص، وهو واحد منهم، كانت تساهم في توعية الشباب والشابات، وتدعم الموهوبين والموهوبات، وها نحن اليوم لم نزر بلدنا منذ ذاك الوقت، ودفنا كل تلك الأحلام الوردية. لازالت منظمته تعمل ولكن حضورها أصبح باهتاً بعد أن وُضع الكثير من القيود عليها.
عرّفت الحضور على الشاب وقلت لهم: كما ترون أنا وهذا الشاب في يوم ما كان لدينا أحلام تنموية ولكنها للأسف توقفت، وشرحت له أن المنظمات الدولية ترى أن الأولوية حاليا هي لدعم الجهات التي توزع الغذاء والدواء ومن الصعب التركيز على المواضيع التنموية حيث أنها ليست أولوية حاليا.
ثم خطر في بالي زوجان ظهرت موهبتهما بشكل قوي قبل الحرب وعرفتهما عن طريق نفس المنظمة، الزوجة رسامة وزوجها مؤلف موسيقي يعزف على البيانو، بدأت حياتهما معا بقصة حب في الجامعة تكللت بالزواج.
وما إن بدأت موهبتهما بالانتشار قامت الحرب وأصبحت هناك عراقيل تمنعهما من الاستمرار. أصابهما الإحباط لبعض الوقت ولكنهما لم يستسلما رغم محاولتهما التي باءت بالفشل في السفر إلى بلد آخر يقدّر الفن.
وبعد مرور خمس سنوات من الحرب لا يزالان في اليمن ولازلت أتابع أعمالهما عبر الانترنت، سأحدثكم أكثر عن قصتهما ولكن في مدونة قادمة.
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك