في أوقات زي اللي احنا عايشينها دي الظروف القاسية بتوحدنا، بتلغي الحدود والأجناس وبترجعنا كلنا لأصولنا، مجرد بشر بيحاولوا ينجوا بحياتهم، معزولين عن بعضهم البعض، قلقانين من بعضهم البعض، وكأننا عدنا للعصر الحجري فأصبح كل واحد قاعد في كهفه مع عيلته بيتمنى إنهم يعدوا الأيام الصعبة ويطلعوا من الأزمة في سلام.
وفي حين إن فيه ناس مصابين بالذعر خوفا من المرض، والبعض الآخر مصاب بالقلق على أكل عيشهم وشغلهم، شاف الرجالة العرب إن النقطة الأخطر في الأمر كله إنهم يا للهول هيضطروا يهجروا القهوة ويقعدوا في البيت وشهم في وش المدام والأولاد.
فبعد إجراءات حظر التجول الكلي والجزئي في عدد من الدول العربية فوجئنا بسيل من النكت والميمز وبوستات كتيرة على السوشيال ميديا بتشتكي إن رجال منطقتنا خلاص بتضيع، مع إرفاق صور المفروض إنها مضحكة لرجال بيطبخوا، بيغسلوا الأطباق، بيطبقوا الغسيل، بيذاكروا للأولاد.
وكأن أي فعل من دول من اختصاص النساء وحدهن، وكأن أي فعل من دول هيغير من طبيعة الرجل ويحول كروموزوماته من إكس واي لإكس إكس، وكأن المخلوق البشري المذكر لو أكل نفسه، ونضف ورا نفسه، وخد باله من أولاده، بيتحول لكائن تاني أقل في سلسلة التطور، أو إن في الأمر إهانة كبيرة لا تغتفر للرجل الشرقي الهمام.
عزيزي رجل عصر الحجر اللي بيتمنى إنه يكون لسه عايش في العصر الحجري، المفروض يحصل إيه أكتر من كده في الدنيا عشان تحس إن انت وظيفتك في الحياة أكتر من كونك ماكينة ( إيه تي إم) ؟
المفروض يحصل إيه أكتر من قرب نهاية العالم عشان تبدأ تبص لشريكتك في الحياة على إنها مساوية ليك مش مخلوق أقل ومسئولياته أقل من مستواك وتقلل احترامك لنفسك لو مارستها، نحبسك فين تاني ولمدة أد إيه عشان تدرك إن (الله ده أنا عندي عيال محتاجين مني أكتر من مصروف الشهر وقسط المدرسة)؟
نحيطك بجو سودوي إزاي أكتر من كده عشان تحس إن التريقة على الأدوار اللي حصر المجتمع فيها المرأة مش شيء ظريف بل ترس مستمر في الدوران عشان يبقى الحال على ما هو عليه. واللي هو حال مش من مصلحتك، مين يحب إن دوره في حياة الناس اللي بيحبهم يكون مش أكتر من كونه بنك؟ إنغماسك في حياتهم من المفترض إنه يغير حياتك انت للأحسن مش العكس..
يعني لو حتى الوباء مش هيغير بعض من أفكارك، أمال إيه اللي هيغيرها يا أخي، إتقي الله ماحدش عارف بكرة جايب إيه، ولا هل يا ترى بكرة جاي أصلا والا لأ!
غادة عبد العال
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك