في أحاديث السياسة كنا نسمع عن البوصلة واتجهاتها في الكنايات عن مسارات العلاقات الدبلوماسية أو السياسات التي تنتهجها السلطات داخليا وخارجياً.
البوصلة كأداة تدل البشر الضائعين على الاتجاهات ، وهي لا تختلف في المفهوم السياسي الا أنها قد تحمل معنى وبعداً أخلاقيا في بعض استعمالاتها ودلالاتها .
في الاسبوع الماضي تاهت البوصلة تماما ان لم تكن قد تحطمت كما تحطم كل شيء في مرفأ بيروت وحوله، تحت أقدام السلطات العربية وهي تتعامل داخليا وخارجيا مع مصائب لم أتخيل أنها قد تأتي مجتمعة بهذا الكم !
ان الاحداث المتلاحقة بين انفجار بيروت المدمر واتفاق التطبيع بين الامارات والكيان الاسرائيلي جعل الناس يدخلون في دوامة مرعبة من الشعور بالغضب والحزن والأسى على ما وصلت اليه الحال في بلادنا.
ضياع وتيه لا تقوى أي بوصلة على تحديد الاتجاهات فيه خصوصاً لتسارع أحداثه!
دخان الانفجار ورائحة الموت ... من جهة
ووجع تمدد السرطان الصهيوني في جسد المنطقة من جهة أخرى ...
ما الرابط العجيب ؟
أنظر الى البوصلة المجنونة تدور وتدور وتدور كشخص مجنون فقد عقله ..
بوصلة الأخلاق فقدت عقلها تماماً
تقف البوصلة حائرة عند نظام مجرم متواطيء لا يتورع عن تقديم أي قربان مقابل مصالحه ومحاصصاته المحسوبة طائفياً ورأسمالياً وحتى عائلياً! تهتز منتحبة مع العائلات التي فقدت أحبتها في تدمير المرفأ لصالح من سيوقع إعادة إعماره!
ثم ما تلبث أن تشد البوصلة شعرها وتعود للدوران في كل الاتجاهات وتتأرجح بجنون بين الشرق والغرب .. بين مصالح السياسيين في دول تدعي الديمقراطية وتجري الانتخابات (النزيهة) وبين نظم شمولية يمتلك فيها اولي الأمر الحجر والبشر !! يتفق فيها الأطراف على اغتيال حق شعب بأرضه وتاريخه!
وتعود البوصلة الى النحيب والدوران على غير هدى ..
على فكرة
هذه التدوينة من الخيال
وكل شيء على ما يرام
بوصلتي التي ورثتها من أجدادي وسأورثها لأولادي في جيبي
هاهي سليمة
فبيروت باقية ليست للبيع
وفلسطين حرة وان طال زمن الاحتلال
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك