سناء العاجي: "طفولة منقبة "

هذا ما حدث في مدينة شفشاون المغربية منذ بضعة أيام، حين دخلت الإعدادية طفلة في حدود الثانية عشر من عمرها وهي ترتدي النقاب. 

تم استدعاء الأبوين من طرف المدرسة واقتنع الاثنان أن طفلتهما تستطيع أن ترتدي الحجاب، لكن ليس النقاب. 

صعب جدا أن نتصور أن طفلة في هذا العمر اختارت وقررت ارتداء النقاب أو الحجاب بمحض إرادتها ووعيها. القرار بالتأكيد ناجم إما عن تدجين من طرف الأسرة أو عن أمر فرض عليها بالقوة، وهذا الأرجح. 

الوالدان قررا حماية الشرف والأخلاق والدين بالنقاب، ثم "تنازلا منهما"، بالحجاب... لكنهما لم يفكرا في حماية السلامة النفسية لطفلتهما ولا في التنمر الذي قد تتعرض له بسبب نقابها هذا... ولا حتى في كونها طفلة، لا يفترض أن تفكر في نفسها كجسد يجب تغطيته. 

حين ستصل سن الرشد، يمكنها أن تقرر بنفسها. هذا دون الدخول في تفاصيل التدجين المعنوي والعنف اللفظي والتحرش الذي يدفع العديد من الفتيات لـ "اختيار" الحجاب مكرهات.... لكن هذا موضوع آخر. نحن هنا نتحدث عن تحجيب وتنقيب طفلة ! وهذه بالمناسبة ليست حالة استثنائية !

أخطر من ذلك ومن التطرف نفسه الذي يرتبط لا محالة بالنقاب، أليس فرض الحجاب أو النقاب على طفلة صغيرة، هو نوع من التطبيع مع البيدوفيليا ؟ فرض الحجاب أو النقاب على طفلة يعني قبول فكرة أن جسدها مثير للشهوة، لذلك وجب ستره (هذا طبعا دون الدخول في النقاش نفسه في ما يخص الراشدات، إذ لماذا على ناقصة العقل والدين أن تغطي جسدها لأن كامل العقل والدين لا يتحكم في غرائزه، كما كتب البعض؟). 

لكن الأمر أخطر حين يتعلق بطفلة... قبول حجابها ونقابها معناه قبول إمكانية اشتهاء جسدها جنسيا، وهذا تطبيع فعلي مع البيدوفيليا، بل وشرعنة لها...

سناء العاجي