أعجب من الذين فاجأهم أو صدمهم انتصار دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
أنا لم أفاجأ البتة، وذلك لأسباب عدة.
لم أفاجأ أولاً لأني مؤمنة شديد الايمان بمقولة كما تكونون يولى عليكم. وليس أفدح من لبنان مثالا على ذلك.
لم أفاجأ ثانيا لأن رائحة المال تسيّر الناس منذ الأزل. وترامب خير من يمثل تلك الرائحة في أنوف الأميركيين الخائبين من عهد أوباما ومشكلاته الاقتصادية. لا يهم في نظرهم اذا كان اوباما قد ورث تلك الشاكل من عهد بوش ، اي ان بوش اكل الحصرم، واوباما ضرس.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
لم أفاجأ ثالثا لأننا نعيش في عالم تربح فيه الصفاقة على الاخلاق، والفظاظة على التهذيب، والعنصرية على العدالة، وهكذا دواليك.
لكني لم أفاجأ خصوصا لسبب رابع لا علاقة له بما سبق. هل تعرفون في المناسبة أن ٥٢٪ من أصوات النساء الأميركيات البيض، أي اللواتي كان يفترض بهيلاري تمثيلهن، ذهبت الى ترامب، بحسب إحصاء للـ سي ان ان؟
يعني، كالعادة، هن النساء يغدرن بالنساء وبأنفسهن في الدرجة الاولى.
هن النساء ينتقمن من أنفسهن ويدعمن النظام البطريركي بالدرجة الاولى.
هناك درس لنا هنا يا نساء لبنان.
لقد ضقنا ذرعاً من الاستهتار بنا. فهل من حلّ أقوى وأفعل من التصويت لصالح من يخدم مصالحنا؟ بات ملحا أن تقوم المرأة، كل امرأة، باستخدام صوتها الانتخابي بـ"أنانية"، اي بما يصب في مصلحتها هي، ومصلحة حقوقها كمواطنة.
لنستخدم مرّةً أصواتنا من أجل أنفسنا بدلا من أن نُسقط في ذلك الصندوق الورقة التي أعطانا إياها الوالد أو العم أو الشقيق أو الابن.
إذا لم نفعل ذلك، فصحتين علينا ترامبات لبنان. وما أكثرهم.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك