"يارب أتزوج ويسمح لي زوجي أشتغل.. يارب أتزوج ويسمح لي زوجي أسوق سيارة..يارب أتزوج ويسمح لي زوجي أخلع النقاب، يارب أتزوج ويسمح لي زوجي أخلع الحجاب".
هذه الدعوات سمعتها من فتيات كثيرات، الدعاء بأن يرزقها الله زوجا يحلل مايراه المجتمع من المحرمات، هكذا في مجتمعاتنا قد يكون الأب أو الأخ أو الزوج هم من يضع القوانين التي تحلل هذا العمل أو تحرمه، وتعيش الفتاة وهي تتمنى أن يأتي الرجل الذي يختلف تفكيره عن تفكير والدها، ويقرر أن خلع الحجاب ليس حراما والعمل ليس محرما وبذلك تحصل على حريتها المشروطة بموافقة هذا الرجل المقدس.
في مجتمعنا تعودنا أن هذا هو الوضع الطبيعي حتى أننا لا نرى فيما يحدث أي غرابة، إذا كان ما ستفعلينه محرما دينيا،
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
ولنفترض أنك إنسانة متدينة، كيف ستقبلين أن يأتي زوجك ويقرر أن يجعله حلالا؟ أما اذا كان هذا من العادات والتقاليد فلماذا لا تعترضين وتحاولين إقناع أهلك أن هذه الحرية من حقوقك؟..
آه صحيح تذكرت أن الكثير من الفتيات ليس بيدهن الحيلة للإعتراض، ماعليها إلا السكوت إلى أن يأتي العريس المنتظر الذي بيده العصا السحرية ليختارها من بين كل الفتيات ويقرر تحريرها وكأنها طير في القفص ينتظر المشتري الذي سيحرره، ولكن مثل ما الطير يصدم في أغلب الأوقات بالمشتري الذي يستمر بحبسه، كذلك المرأة في أغلب الأحيان تشعر بالإحباط عندما يتبين لها أن هذا الزوج مشابه لوالدها ولن يغير أي شيء في حياتها، وأن المخلّص إنما هو سجان آخر ولكن تحت صفة مختلفة، ماذا عليها أن تفعل في هذه الحالة؟
إذا طلبت الطلاق فستعود لوالدها الذي سيمارس عليها السجن بقيود أكثر من السابق، وإذا استطاعت أن تتزوج للمرة الثانية فربما يأتي سجان آخر يريد حبسها داخل هذا القفص ليتفرج عليها ويحدد لها الحلال من الحرام.
هذه قصة الكثير من الفتيات اللواتي أعرفهن، ورغم أننا في عام 2016 إلا أننا لازلنا نشاهد هذا في عدة دول عربية ..
عندما يأخذ الرجل دور الإله ويحدد الحلال والحرام في حياة المرأة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك