اسمها أسماء بوداي. شابة مغربية تدرس في كلية الحقوق بآسفي. تعرضت خلال شهور طويلة لتحرش جنسي شبه علني من طرف أستاذها. رفضت الرضوخ لعروضه، فأصبح يبتزها ويهددها في مستقبلها الجامعي. يقول لها علنا: "من أنت لكي تقولي لا؟ هل أنت أفضل من الأخريات اللواتي قبلن؟".
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
في نفس الكلية، تعرضت العديد من الطالبات للتحرش وللابتزاز من طرف نفس الأستاذ. لكنهن جميعا التزمن الصمت. خوفا من الفضيحة. خوفا على سمعتهن. خوفا من كلام الناس... نحن مجتمع ينظر بعين السوء، ليس للمتحرِّش، بل للمتحرَّش بها. هي السبب بالتأكيد. ملابسها. هيأتها. تصرفاتها.
تقريبا، لا أحد يلوم على المتحرش؛ وخاصة حين يكون أستاذا جامعيا.
باقي الطالبات التزمن الصمت. وحدها أسماء وإحدى صديقاتها، وهي فتاة محجبة، امتلكن جرأة التعرض للأستاذ عبر شكاية لعميد الكلية، ثم للشرطة. فعلن ذلك حين تمادى الأستاذ قائلا للطالبة المحجبة، واسمها فدوى: "أحضري أسماء إلى بيتي وسأبتعد عنك. ستضمنين إجازتك كذلك". كان السيل قد بلغ الزبى. بدعم من والد فدوى، بدأت الطالبتان مسارا معقدا لحماية أنفسهن من ابتزاز أستاذ جامعي لم يرحم طالبة من طالباته.
بعض عناصر الشرطة عمدوا إلى تخويف الطالبات اللواتي قبلن الشهادة لصالح الطالبتين. هل ستكفينا قوانين محاربة التحرش حين تكون الشرطة نفسها، التي يفترض فيها أن تحمي الضحايا، مسكونة بعقلية ذكورية تتهم المرأة المتحرش بها وتبرئ الرجل المتحرش؟
التحرش الجنسي بالطالبات من طرف أساتذة الجامعة أصبح منتشرا بشكل رهيب في المغرب، وهو اليوم يشكل ما يسمى بالفرنسية: Un secret de polichinelle: ظاهريا، هو "سر" لا يتحدث عنه أحد، لكنه في الواقع ظاهرة معروفة من الجميع ومنتشرة بشكل خطير.
لنتفق على أمر: الشخص الذي يستغل منصبه للتحرش بامرأة، يدرك بالتأكيد في أعماقه أنه غير قادر على إغراء وإقناع تلك المرأة بدون تحرش وابتزاز. إنه يحتاج لاستغلال مكانته، لأنها كل ما يملك. هو بالتالي فاقد لمعاني الرجولة بمفهومها السامي والجميل. لكن، وبانتظار أن نعي ذلك، من يحمي طالباتنا؟
سناء العاجي